elCinema.com

المصير :الأفلام أيضا لها أجنة

تختلف الأزمنة والأماكن والأشخاص واللغة والهندام وتتجانس القضايا… هذه رسالة يوسف شاهين التي أراد تمريرها من خلال فيلم “المصير” الذي دارت أحداثه في القرن 12 وتم عرضه وإنتاجه سنة 1997 … عرض الفيلم خلال أيام قرطاج السينمائي في سينما مفتوحة للعموم في قلب شارع بورقيبة ضمن مجموعة كبيرة من أفلام المخرج الكبير يوسف شاهين تكريما لتاريخه السينمائية المشرف
0730d4834a94ef2b065e57d40b990b9e_29
وحضرت العرض الممثلة المصرية ليلى علوي بطلة العمل وضيفة شرف أيام قرطاج السينمائية هذا العام
غنت ليلى علوي مع الجمهور “علي صوتك” لمحمد منير الأغنية التي رقص على أنغامها أبطال الفيلم في العمل وتعالت أصوات الجمهور “لسة الأغاني ممكنة ممكنة” …أغنية تحمل في طياتها رموزا ودلالات عديدة …فكان للمشهد رمزية كبيرة … فكأنه رسالة لكل من أراد أن يمنع الفن والرقص والحب ويفرض الظلامية والعدم
[https://www.youtube.com/watch?v=j6vKxPhgQ_8])

والمتأمل في فيلم المصير …معانيه …أفكاره.مكان عرضه في هذه الدورة وفي هذه الظروف بالذات سيستنج أن للأفلام أيضا أجنحة …فكأن الفيلم يخاطبنا الأن في مكاننا هذا ويدعونا للحياة والصمود رغم لكل ما يحيط بنا.

الحب… الحرية…الأعتدال … التسامح … الخير معاني أراد المخرج ترسيخها في المتفرج من خلال فيلم يعد من أهم الأفلام المصرية والعالمية على الإطلاق وشارك في عديد المهرجانات العالمية المهمة وحاز على جائزة بمهرجان أميين.

تتمحور فكرة الفيلم حول الصراع القائم أناداك بين الإجتهاد وتفسير النص الديني والتمثل بالسلف
وهنا تبدأ الحرب الفكرية التي تحولت في ما بعد إلى حرب دموية بين الفيلسوف ابن رشد والشيخ رياض الشيخ المتشدد دينيا الرافض للتأويل في النص القرآني

القرن 12 أزمنة مختلفة وارهاقات مشتركة

سلط يوسف شاهين الضوء على قضايا راهنية في إطار زماني بعيد مثل التعصب الديني والفكري … الدمغجة … السلطة … محاربة التفكير والدعوة للتشدد وغيرها بهدف التأكيد على إستمراريتها وتوصلها رغم مرور قرون من الزمن.

إختيارمدروس للإطار الزماني

لم يكن إختيار زمن بعيد إعتباطيا بل أراد المخرج ابلاغ مقصد واضح " الأفكار لها أجنحة" جملة وردت على لسان ابطال الفيلم كرد من يوسف شاهين على منع بث فيلمه المهاجر الذي سبق فيلم المصير وتعرض الفيلم حينها إلى حملة تشويهية وتم إيقافه عرضه إلا أن بث فيما بعد ونال إعجاب المشاهدين
فالفكرة لا تموت ولا تكبل ولا تصادر وهذا تحديدا ما عبر عنه مشهد إعادة نسخ كتب ابن رشد ووصولها إلى الشرق رغم حرقها.

وينتهي الفيلم بانتصارثقافة التفكير واعمال العقل والحب والسلام وكأن يوسف شاهين يدعونا مجددا من عالمه الأخر إلى تحقيق ما كان يرنو إليه

جميل جدا، شكرا لك اخي