elCinema.com

أخر حوار مع الفنان " حسين صدقى " أجراه قبل وفاته مباشرة :

[ من صفحة أخر حوار مع الفنان " حسين صدقى " أجراه قبل وفاته مباشرة : ]
عاش حياته كالنسر المجنح الذى طالما حلق بجناحيه فى سماء المجد على الشاشة ثم تحول الان الى نسر بالمعنى الحقيقى …يحيا حياة النسور التى تعيش فى القمم فوق الابراج العالية …فان كفاحه الفنى لم يمنحه الشهرة و المجد الادبى فحسب …بل منحه ايضا الصيت و الغنى …و اصبح محمد افندى بطل فيلم “العزيمة ” و ” الاسطى احمد ” بطل فيلم “العامل “…من ذوى الاملاك …يمتلك ناطحة سحاب على نيل المعادى ذات الخمسة عشر طابقا تحمل اسم ” برج المعادى ” و اتخذ من الطابقين العلويين فيها مسكنا …يشرف من على اجمل المناظر الطبيعية بين القاهرة و حلوان …و على امتداد البصر من جبل المقطم الى اهرامات الجيزة …مجد عظيم حققه الفنان حسين صدقى الذى يعتبر رائدا من رواد السينما المصرية …ممثلا ومنتجا و مخرجا …قام ببطولة نحو اربعين فيلما اكثرها من انتاجه و اخراجه …وبرغم انه اصبح من ذوى الاملاك ، اصحاب الابراج العالية …فانه لم يتخذ من الفن حرفه فقط ، بل حرفة و رسالة …وجعل من شاشة السينما منبرا للاصلاح الاجتماعى و الجهاد الوطنى و الدعوة للفكر الدينى …اعتزل السينما فى بداية الستينات بعد كفاح استمر اكثر من ربع قرن …و جاء اعتزاله للشاشة اثر انتخابة عضوا فى مجلس الامة فى تلك الدورة التى استمرت عاما واحدا و قيل وقتئذ انه كان يريد ان يلمع نجمه كزعيم سياسى لانه كان متأثر فى حياته بشخصية الزعيم الوطنى ” مصطفى كامل ” لكنه لم يلبث بعد ان حل المجلس فى ذلك الوقت ان اعتزل الحياة الفنية و السياسية معا …و اثر العزلة و التصوف …فقد أقام بطلى فيلمى الشيخ حسن و خالد ابن الوليد مسجدا يحمل اسم ليلة القدر و حج بيت الله ست مرات و ادى العمرة عشر مرات :

  • هل انت سعيد الان ؟
    ** كل السعاده فقد حقق الله أحلامى بأن أعيش فى مكان يطل على النيل .
  • لماذا وضعت كل ثروتك فى بناء هذا البرج بدلا من استغلالها فى الانتاج السينمائى ؟
    ** فارتسمت على محياه ملامح الاسى و قال : يا ليتنى ما بنيته يا اخى …لانه كان السبب فى مرضى .
  • كيف ؟
    ** لاننى كنت قبل تركيب مصاعده اصعد الى الطابق الاخير مرتين او ثلاثة فى اليوم على الاقدام مما كان له اثره السئ على صحتى .
  • و اردت ان اغير مجرى الحديث …فقلت : كيف بدأت رحلتك مع الفن ؟
    ** فقال الفنان الحاج حسين صدقى الذى جاوز الان الستين بثلاث سنوات : نشأت فى حى الحلمية الجديدة و بدأت هوايتى للتمثيل منذ الصغر لان جارى فى المسكن فى ذلك الوقت كان صديق الطفولة محمد عبد الجواد المخرج السينمائى المعروف …ابن المرحوم عبد الجواد محمد سكرتير فرقة رمسيس وقتئذ …ولذلك تسربت تلك الهواية الى نفسى …فكنا نتردد معا على مسرح رمسيس و نعيد معا ما شهدناه على المسرح .
    ولما كنت طالبا بمدرسة الابراهيمية أنشئت فى المدرسة قاعة للمحاضرات كمعهد للتمثيل بعد غلق معهد التمثيل الحكومى فى عام 1931 فانتقل اليه اقطاب المسرح ليدرسوا فيه التمثيل امثال جورج ابيض و عزيز عيد و زكى طليمات فالتحقت به حيث كانت الدراسة مسائية بجانب انتظامى فى الدراسة الصباحية و حصلت على دبلوم فى التمثيل بعد دراسة استغرقت عامين …وفى اثناء تلك الدراسة شجعنى جورج ابيض و عزيز عيد على العمل بالمسرح فالتحقت بعد التخرج بفرقة فاطمة رشدى و عزيز عيد لمدة ثلاث سنوات وكان اول مامثلت فى تلك الفرقة دور البطولة امام فاطمة رشدى فى مسرحية ” ليلة من الف ليلة ” لبيرم التونسى من اخراج عزيز عيد .
  • و فرقة رمسيس ؟
    ** لم اعمل بها سوى ثلاثة شهور فقط فى احد مواسم الصيف .
  • اذن دخلت السينما من باب المسرح ؟
    ** وكان اول افلامى” تيتا وونج ” الذى قمت فيه بدورالفتى الاول امام منتجته و مخرجته امينه محمد وهو الفيلم الذى صورت مناظره فوق سطوح عمارة .
  • لم يكن فيلم ” تيتا وونج ” أول افلامك لانك ظهرت قبله مع يوسف وهبى فى فيلم ” الدفاع ” الذى عرض عام 1935 بينما عرض الفيلم الاول عام 1937 ؟
    ** لعله سابق له فى تاريخ العرض فقط لان ” تيتا وونج ” هو فيلمى الاول .
  • ماذا كان دورك فى الدفاع ؟
    ** لا اذكر فهو دور ثانوى …لعله كان دور محامى .
  • و الفيلم الثالث ؟
    ** عمر و جميله امام امينة نور الدين من اخراج مهندس الصوت كارلوببا.
  • و الرابع ؟
    ** ثمن السعادة امام فاطمة رشدى من اخراج المصور الفيزى اورفانيللى .
  • وبعد ذلك كان اللقاء التاريخى بينك و بين رائد الواقعية كمال سليم فى فيلم العزيمة ؟
    ** لم يكن العزيمة فيلمى الخامس بل السادس لاننى تعاقدت قبله مع احمد سالم بعد استقالته من ادارة استوديو مصر عام 1938 على القيام ببطولة اول فيلم من انتاجه و اخراجه بعنوان اجنحة الصحراء امام راقية ابراهيم .
  • هل صادف انتاج فيلم العزيمة عقبات كاول فيلم مصرى تجرى احداثة فى حى شعبى و يدور موضوعه حول بسطاء الناس من لابسى الطاقية و الجلباب فى عهد الملكية و الاقطاع ؟
    ** طبعا صادفته عقبات كثيرة خصوصا ان اسمه فى البداية كان ابن الحارة و اذكر فى ذلك ان احمد سالم عارض فى قبولى القيام ببطولته اثناء عملى فى فيلمه اجنحة الصحراء على اعتبار انه تجرية فاشلة لا يليق ببطل فيلمه الاول ان يقوم ببطوله فيلم من هذا النوع واذ به على العكس يحقق نجاحا كبيرا و يكون علامة فى تاريخ السينما المصرية .
  • هل كان كمال سليم عبقريا ؟
    ** لا اعتقد …لانه لم ينجح له غير هذا الفيلم .
  • لكنه استطاع ان يرسم الخط البيانى الواضح للسينما الواقعية بهذا الفيلم ؟
    ** لعله كان فلته .
  • اننى كصاحب كتاب النص الكامل لسيناريو فيلم العزيمة ازعم ان نجاحه لم يأت اعتباطا وانما كان ثمرة نفحة من نفحات العبقرية ؟
    ** لم يظهر لدينا اى عبقرى فى السينما المصرية على عكس المسرح الذى ظهر فيه عبقرى واحد وهو عزيز عيد وانا معك فى ان نجاح فيلم العزيمة لم يأت اعتباطا فقد كان فيلم العمر بالنسبة لكمال سليم امضى فى تحضيره و اخراجه اربع سنوات كاملة فكان لابد له بعد ذلك ان يكون فيلما غير عادى .
  • الملاحظ انك تأثرت كثيرا بفيلم العزيمة وبدا هذا التأثير فى فيلم العامل اول فيلم من انتاجك …الذى يعتبر ثانى فيلم واقعى ؟
    ** لقد اخرج هذا الفيلم احمد كامل مرسى عن سيناريو لى انا و محمد عبد الجواد …و لم نتأثر فيه بفيلم العزيمة بقدر تأثرنا و تفاعلنا بمشاكل مجتمعنا …فقد كان اول فيلم فى قائمة انتاجى التى تمجد كفاح العمال و تعالج مشاكلهم …الى درجة انه تعرض للمصادرة فى عرضه الاول فى عام 1942 و كان سببا فى التعجيل باصدار القوانين العمالية و الترخيص بانشاء نقابات للعمال …كما انتجت فيلما يعالج مشاكل الطفولة بعنوان الابرياء و اخر يعالج مشكله البطاله بعنوان الجيل الجديد و كان الفيلمان من تأليف يوسف جوهر و اخراج احمد بدرخان .
  • هل كنت متأثرا فى حياتك بشخصية الزعيم الوطنى مصطفى كامل ؟
    ** أشد تأثير الى الدرجة انى كنت سأقوم بانتاج فيلم عن حياته أقوم ببطولته قبل الفيلم الذى أخرجه بعد ذلك احمد بدرخان .
  • ما رأيك فى اداء انور احمد لشخصية الزعيم فى هذا الفيلم ؟
    ** يعنى !!
  • جاء فى كتاب ” كفاح فنان ” الذى اصدره عنك عبد العليم المهدى فى عام 1952 انك كنت فى بعض افلامك تحارب الظلم و الطغيان فى شخص الملك فاروق ؟
    ** لعله يقصد بذلك فيلمى شهر زاد الذى اخرجه فؤاد الجزايلى لانه يدور حول حياة ملك عابث فى صورة شهر يار .
  • وبعد ذلك اتجهت للاخراج ؟
    ** وكان اول فيلم من اخراجى بعنوان “غدر و عذاب ” امام المطربة نور الهدى وهو فيلم اجتماعى فى قالب غنائى .
  • الملاحظ ان اغلبية افلامك تدخل فى باب السينما المباشرة التى تقوم على الخطابة اكثر مما تقوم على الدراما ؟
    ** لان وعى الجمهور السينمائى فى تلك الفترة لم يكن قد تطور كما هو الان ليتذوق العمل و يستشف الهدف من ورائة بطريق غير مباشر …فكنت اقدم له الهدف الاجتماعى بطريقة مباشرة غير مغلفة فى ورق سيلوفان .
  • الا ترى ان الكثير من المشاكل الاجتماعية التى عالجتها فى افلامك قد حلت الان و اصبحت الان غير ذات موضوع ؟
    ** اذن فانى قد نجحت فى معالجة مشاكل عصرى حتى وجدت لها الحلول التى كنت ادعو اليها فى افلامى .
  • ماذا كانت هموم العصر التى شغلتك كفنان سينمائى فى تلك الايام ؟
    ** القهر و الظلم الذى كان يعانيه المواطن العادى نتيجة للفوارق الطبقيه و فساد نظام الحكم …فلم تكن مشاكل العصر ناتجة من الظروف الاقتصادية فقط بل ومن الظروف السياسية بسبب الاستعمار الذى كان جاثما على صدر الوطن …لذلك كانت كل افلامى قائمة الى الكفاح و النضال على المستويين الاجتماعى و السياسى كأفلام العامل و الجيل الجديد و نحو المجد و معركة الحياة و انا العدالة و يسقط الاستعمار ووطنى و حبى …و لم اطرق مشاكل الطفولة و الشباب و العمال فحسب بل طرقت مشاكل الاسرة فى البيت السعيد و المصرى افندى .
  • و الفيلم الدينى ؟
    ** قدمت منه فيلم ليلة القدر الذى عرض باسم الشيخ حسن ثم الفيلم التاريخى الاسلامى خالد بن الوليد و كان فى برنامجى تقديم فيلم عالمى عن طارق بن زياد قبل ان يداهمنى المرض .
  • وعمر بن الخطاب ؟
    ** كان امنية من امنيات حياتى .
  • لماذا كانت معظم بطلات افلامك من المطربات ؟ .
    ** لان الغناء كان موضة السينما فى تلك الايام فمثلت امام ليلى مراد و نجاة على و نور الهدى وصباح و رجاء عبده و هدى سلطان و مها صبرى …كما مثلت امام كثير من الممثلات غير المطربات كفاطمة رشدى و راقية ابراهيم و امينة نور الدين و سميرة خلوصى و مديحة يسرى و فاتن حمامة و ماجدة و مريم فخر الدين …لكن أفلامى التى قمت بإخراجها و إنتاجها كانت ذات هدف اجتماعى بالرغم من أن بطلاتها مغنيات على عكس الافلام التى كانت من انتاج شركات اخرى و هى افلام عاطفية فقط .
  • كانت كل افلامك تراجيدية جادة ماعدا فيلم واحد قمت فيه بدور كوميدى بعنوان ” الحظ السعيد” من اخراج فؤاد الجزايلى ؟ .
    ** لكنه لم يخل من الهدف فقد كانت فكرته قائمة على تلك الكلمة المأثورة للزعيم الوطنى مصطفى كامل ” لايأس مع الحياة و لاحياة مع اليأس” .
  • ما هو الفيلم الذى ضرب الرقم القياسى فى الايراد ؟ .
    ** من بين افلامى فيلم العامل و فى غير انتاجى فيلم ليلى المأخوذ عن غادة الكاميليا الذى قمت فيه بدور البطولة امام ليلى مراد …فلأول مرة فى تاريخ السينما استمر عرضه هذا الفيلم 22 اسبوعا و در على صاحبه المخرج توجو مزراحى أكبر الايرادات …و قد إلتقيت به أخيرا فى ايطاليا التى يقيم بها منذ هاجر من القاهرة فوجدته يكتب اسمه على بطاقته مسبوقا بالكونت .
  • ما هو الدور الذى تعتز به كممثل ؟
    ** خالد بن الوليد و المصرى افندى .
  • والفيلم الذى تعتز به كمنتج ؟
    ** خالد بن الوليد .
  • و كمخرج ؟
    ** خالد بن الوليد .
    هل تقدمت السينما اليوم عن ايام زمان ام تأخرت ؟ .
    ** تأخرت كثيرا .
  • بالعكس فقد تقدمت عن طريق انشاء المعهد العالى للسينما و ايفاد البعثات الى الخارج و توافر الامكانيات الآلية التى لم تكن موجودة من قبل .
    ** قد تكون تقدمت من حيث التكنيك فقط و تأخرت من حيث الاداء لان جيل اليوم من الفنانين و الفنيين جيل مصاب بالغرور يريد الوصول بسرعة على عكس جيلنا الذى يؤمن بأن المجد كفاح .
    *من هو فتى الشاشة الاول اليوم ؟.
    ** …( لا تعليق ) .
  • ما رأيك فى محمود ياسين ؟
    ** لعله احسنهم لانه دخل السينما من باب المسرح .
  • و الفتاة الاولى ؟ .
    ** …( لا تعليق ) .
    ما رأيك فى نجلاء فتحى و ميرفت امين ؟
    ** تنقصهما الخبرة و التجربة الكافية .
  • ماذا تعنى بذلك ؟.
    ** اعنى انه تنقص جيل الفتيان و الفتيات الاول الصبر و الكفاح …ثم ضرب المثال على ذلك بالمجد الذى حققته فاتن حمامة على الشاشة و هى من جيل سابق لجيل اليوم …فقال : ان فاتن لم تحقق كل هذا النجاح الا بالكفاح …جاءت لى وهى فى اول الطريق …كانت فى ذلك الوقت مصابة بالثأثاة التى تمنعها من النطق السليم فاخذت عليها ذلك و اذا بها تغيب عنى ستة شهور ثم جاءت لى بعد ان تخلصت من تلك الثأثأة بالتدريب و المران الطويل .
  • ما رأيك فى ارتفاع اجور بعض الفنانات الى خمسة و عشرين الف جنية فى الفيلم ؟.
    ** ليس أجرا كبيرا …لانى دفعت الى ليلى مراد فى فيلم ادم و حواء احد عشر الف جنيه و الى نور الهدى فى غدر و عذاب تسعة الاف جنية …لكن السؤال الذى يفرض نفسه الان …هل تستحق هؤلاء الفنانات اليوم مثل تلك الاجور او أن الامر يرجع الى أن هوجة الانتاج السينمائى التى كانت سائدة أيام الحرب العالمية الثانية قد عادت فى هذه الايام ؟ .
  • من هم أصدقائك من السينمائيين الان ؟ .
    ** لا احد فأنا رجل أعيش فى حالى …لم انسلك يوما فى نظام الشلل السائده فى الحقل السينمائى …و لذلك نسيونى .
  • اذن فانت رجل وحيد ؟.
    ** بالعكس فان صديقى اليوم رجل اعتز بصداقته و هو فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود شيخ جامع الازهر .
  • لو عدت الى الشاشة اليوم …ما هو الدور الذى تقوم بتمثيله بعد هذه الغيبة الطويلة ؟.
    ** دور يتناسب مع سنى .
  • فى الواقع انك الفتى الاول الوحيد الذى عرف كيف يعتزل التمثيل فى الوقت المناسب …لتظل ماثلا فى اذهان الناس فى سن الشباب كفتى اول …دون ان تضطر لتمثيل ادوار “الجراند بريمييه ” التى تقوم على ادوار الاباء و الاجداد .
    ** بالعكس فانا مثلت هذا النوع من الادوار مرة واحدة فى فيلم ” المصرى افندى ” الذى قمت فيه بأداء شخصية مزدوجة تجمع بين الابن و الاب .
  • ألم يعاودك الحنين الى الانتاج السينمائى ؟ .
    ** عاودنى بالفعل …بتشجيع من ابنى اشرف الذى دفعنى الى التقدم بمشروع لانتاج سلسلة افلام اسلامية الى التليفزيون …فكل احلامى الان تنحصر فى ان اكرس كل جهودى فى انتاج افلام سينمائية او تليفزيونية تخدم الاسلام و تعلى كلمته …فأنا و الحمد لله لم أعد فى حاجة الى مجد أو مال .
    _ واشرف حسين صدقى خريج كلية الاداب قسم جغرافيا وهو الوحيد بين ابنائة الاربعة الذى يميل الى الفن و يريد أن يواصل رسالة ابيه فى الانتاج و التمثيل …و ذلك عكس اخواته الثلاثة و هم خالد البحار و حسين الطيار و اسلام طالب بكلية الطب.
    ======================================================