elCinema.com

عزيزة راشد تصرح : لا عودة للشاشة وأستثمر وقتي مع الله

[ من صفحة عزيزة راشد تصرح : لا عودة للشاشة وأستثمر وقتي مع الله ]
اعتزلت الفن لتتفرغ للعبادة، ترى أن ما يتبقى من العمر أقل بكثير مما مضى والعبرة بالخواتيم، بدأت مشوارها الفني بالمسرح في أواخر الستينات ودرست بمعهد الفنون الجميلة وتخرجت عام 1968 …إنها الفنانة عزيزة راشد التي كشفت عن تفاصيل اتخاذها لقرار ارتداء الحجاب وكشفت عن أهم الابتلاءات التي جعلتها تسرع من التقرب إلى الله عز وجل وأوضحت عن مدى تأثير الإمام القرطبي عليها وفضل دعاء فضيلة الإمام الشعراوي، فإلى نص الحوار :

  • في البداية… حدثينا عن قرار ارتدائك الحجاب؟
    ** فكرت بالحجاب عندما كثرت الابتلاءات في حياتي وأكثر شيء استوقفني الموت وكفى به واعظًا فشيء مؤلم جدًا أن يفارق الإنسان فجأة أمه أو أباه أو الأبناء فقصة الموت والغيبيات كنت أجهلها ودراستي بمعهد الفنون المسرحية وعملي بالتمثيل يبعدان عن ذلك العلم، لذا قررت أن أسعى لمعرفة عالم ما بعد الموت فقرأت كتابًا عنوانه “التذكرة في أحوال الآخرة” للإمام القرطبي وعقب انتهائي من قراءته اكتشفت أنني أعيش في عبث وأننا سنترك الدنيا لنذهب لطريق صعب وطويل.
    وأضافت بدأت أتساءل كثيرًا وكل سؤال كنت لا أعرف إجابته أجده أمامي في التليفزيون أو الإذاعة ليجيب عما بداخلي حتى أتت إلينا في بيتنا صديقة أختي وقالت إنها ذاهبة لمعهد الدراسات الإسلامية بميدان سفنكس بالمهندسين لتدرس سنن علوم الشريعة والفقه والمواريث فوجدت نفسي أتوجه إلى هذا المعهد رغم أنني كنت ممثلة وملابسي عليها العديد من التحفظات ولم أكن أدرى هل سيقبلونني أم لا؟ إلا أنني ذهبت للمعهد واستقبلوني استقبالًا حافلًا.
    وأضافت كان يُدرس لي وقتها عام 76 فضيلة الشيخ الباقوري علم التشريع ودرس لي الشيخ عبد الحليم محمود فلسفة إسلامية وصوفي أبو طالب تاريخ تشريع والشيخ صبحي عبد الحكيم جغرافية العالم الإسلامي وأهمية هذا العلم هي أن نعرف أين يعيش اليهود؟ وماذا يعملون؟ وكيف استولوا على اقتصاد العالم؟ أما فقه السنة فكان يدرسه إسماعيل الدفتار والمواريث الشيخ زكريا البرى هؤلاء العلماء العظام كان لهم فضل كبير في تثقيفي ولم يفرض شيخ منهم علي الحجاب إطلاقًا ولم ينتقدون ملابسي ولكنني جئت في يوم إلى فضيلة الشيخ عبد العزيز سيد وقلت له أريد أن أرتدي الحجاب فرد علي قائلًا: “حجاب المرأة علمها”.
    وتستطرد قائلة عندما قرأت وعرفت مناسك الحج توجهت إلى مكة لأداء الفريضة وعند عودتي وجدت نفسي أرفض خلع الحجاب.
  • أتذكرين العام الذي ارتديت فيه الحجاب؟
    **نعم عام 79 ففي هذا العام ذهبت للحج وقتها.
    *كان لكِ أعمال فنية بعد هذا التاريخ بحجاب ودون حجاب فما تفسيرك؟
    **حينما يدخل الإنسان طريق التوبة يبدأ الله عز وجل في اختباره لينقيه ويطهره ويعرف مدى ثباته وقد أنعم الله علي بابتلاءات كثيرة وأعترف أنني لم أكن ثابتة فتارة أرتدي الحجاب وتارة أخرى أخلعه لأني كنت مضطرة وبحاجة للعمل ولكن سلوكي اختلف بالوسط الفني وكنت بالصدفة أتقابل عند الكوافيرات مع فتيات لأبناء شيوخ كبار لم يكن محجبات بدون ذكر أسمائهن وكأن الله عز وجل يؤكد لي معنى “أن الله لا ينظر لأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم” ومع الأسف الأصحاب و الصحبة لم يساعدوني على الثبات لرفضهم الحجاب ففي السبعينات كان من العجيب أن تجد محجبات والملابس كانت شبه عارية ورغم ذلك لا تجد رجلاً أو شابًا ينظر إلى فتاة أو يجرحها بالقول والفعل مثلما نسمع عن حوادث التحرش والاغتصاب الآن.
  • معنى كلامك أنك لا تؤيدين الآراء التي تزعم أن البنات هن من يشجعن الشباب على التحرش بهن بسبب ملابسهن غير المحتشمة؟
    ** الفرض على الرجل غض البصر وأن يعطي للطريق حقه فمعظم ملابس جيلنا كانت وقتها كاشفة للجسد ولكن كان هناك أخلاق واحترام.
  • قدمت العديد من الأفلام والمسلسلات فمن وجهة نظرك ما الفاصل بين الفن الهادف والمُبتذل؟
    **أتذكر مقولة الإمام محمد متولي الشعراوي حينما قال “الفن مثل السكين من الممكن أن تقطع بها الأطعمة أو تستخدمها في القتل” فكل شيء له وجهان خير وشر والفاصل يكون بداخل الإنسان.
    *وماذا عن عودتك للفن بعد ارتداء الحجاب؟
    **بدأت أميل للمشاركة في المسلسلات الدينية وتغير سلوكي أيضًا فأصبحت أقل اختلاطًا ومن حجرتي “للوكيشن” التصوير ثم للمنزل ثم استمرت حالة جهاد النفس معي لفترة حتى عقدت معاهدة بيني وبين الله عز وجل أنه حينما ينتهي الأولاد من دراستهم أرتدي الحجاب وأتفرغ لعبادته وللعلم وقراءة القرآن.
    *كم عدد الأجزاء التي تحفظينها من القرآن الكريم؟
    **عشرة أجزاء، “خمسة من الأول وخمسة من الآخر” فالحفظ في الكبر صعب ولكن الأهم منه تدبر القرآن فهو فرض أما الحفظ فليس فرضًا.
  • ألا تفضلين العودة للتمثيل بالحجاب مثلما فعلن بعض الممثلات، مثل سهير رمزي وعفاف شعيب؟
    **أفضل ألا أضيع وقتي في شيء إلا مع الله سبحانه وتعالى فما مضى من العمر أكثر مما هو قادم والحياة أصبحت لا تشجع فعلامات القيامة الصغرى ظهرت.
  • ألم تشعري بالوحدة والعزلة بعد قرار الاعتزال؟
    **بالعكس أشعر بأني مع الله عند قراءتي القرآن الكريم والوحدة أشعر بها وسط الناس لأنهم أخذوني وعطلوني عما أحب والله عز وجل عندما يحب عبدًا يُفرغه له.
  • هل تقابلين أحدا من الفنانات غير المحجبات وإذا جمعكما مكان هل تنصحينهن بالحجاب؟
    ** الدنيا أصبحت زحمة جدًا في الوقت وكل شيء ولكني أقابلهن في بعض المجالس والمآتم، وبالنسبة للدعوة لارتداء الحجاب فكل ما أفعله مسألة جس النبض فهناك من لا تقبل الحديث في ذلك وألتمس لها العذر خاصة الفتيات الصغيرات يرفضن بشدة ولا أملك لهن سوى الدعاء فالمرء يُعذر بجهله.
    *مسألة الدعوة والداعية مهمة ليست سهلة فما مواصفات الداعية؟
    ** جميعنا مطلوب منا أن ندعو الناس للخير وتدبر كلام الله عز وجل وسلوك الإنسان نفسه دعوة ولكن لابد وأن تكون الداعية مفوهة وكثيرة العلم والثقافة وتمتلك الكاريزما وللعلم معظم هذه المواصفات تتوافر في الفنانات وقد يمنح الله عز وجل البعض هذه الملكة كثواب وفرصة كاملة لتكون سببا في الخير للآخرين.
  • من هو شيخك المفضل؟
    ** فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ أحمد حجاب كان من أولياء الله الصالحين وكان صديقًا للشعراوي ومن الشيوخ الحاليين الشيخ خالد الجندي وأحب أن أستمع إلى الحبيب علي الجفري وسعد الدين هلالي وأحمد عمر هاشم والشيخ أحمد الطيب الذي لم يأخذ حقه.