elCinema.com

فيلم بورسعيد انتج بأمر من جمال عبد الناصر ...و نجح فى توصيل الرسالة و فشل فى شباك التذاكر :

[ من صفحة فيلم بورسعيد انتج بأمر من جمال عبد الناصر …و نجح فى توصيل الرسالة و فشل فى شباك التذاكر : ]
فى مذكرات الفنان فريد شوقى التى نشرت باسم " فريد شوقى … ملك الترسو " و كتبتها ايريس نظمى و فى فصل عنوانه " دخلت بورسعيد تحت طلقات الرصاص " يحكى فريد قصة إنتاجه لفيلم بورسعيد حيث إستدعاه الرئيس جمال عبد الناصر فى مبنى المؤتمر الاسلامى… و قال فريد عن هذا اللقاء قابلت الرئيس جمال و كانت عيناه مثل الصقر…حادتان …قويتان …فيهما بريق عجيب …أتحدى أى انسان لو استطاع أن يثبت و يركز نظراته فى عينية المؤثرتين النفاذتين…أنا الممثل الذى أتحكم فى نظراتى لم أقدر على النظر فى عينيه اكثر من ثوان قليله …ومددت يدى أصافح الرئيس وهو يجلس أمام مكتبه و قال لى : أنا بعت لك يا فريد لأنكم يا أهل الفن لكم رسالة لا تقل أبدا عن رسالتنا نحن رجال الثورة …أنت ترى ما حدث لبورسعيد بسبب العدوان الثلاثى ( انجلترا و فرنسا و اسرائيل ) و أريدك أن تنتج فيلما عن الحرب و المقاومة فى بورسعيد …فقال له فريد : أنا تحت أمرك يا أفندم .
و ابتسم جمال و قال له : أنا اخترتك أنت بالذات لهذا الفيلم الوطنى لإنى أعلم إنك البطل الشعبى المحبوب الذى يحب الناس أن يشاهدوه …وأريد ان أعرض هذا الفيلم على العالم كله لأكسب به الرأى العام العالمى …و تحت أمرك الجيش و الطيران فى تصوير الفيلم …ثم نظر الى المشير عبد الحكيم عامر قائلا له : اعطى أمرا كى يستعد فريد .
و بالفعل اتفق فريد مع المخرج عز الدين ذو الفقار و على الزرقانى للبدء فى تصوير الفيلم …و كان عليهم دخول بورسعيد أثناء الحرب لتصوير العدوان الثلاثى الذى شن عام 1956 حيث كانت الطائرات تقصف الأماكن المزدحمة بالسكان المدنيين و تسجيل عمليات المقاومة الباسلة …و كان لابد من الإسراع من تصوير الفيلم لعرضه فى الخارج لكسب الرأى العام العالمى …و إضطر فريد و مجموعة الفيلم دخول بورسعيد عن الطريق بحيرة المنزلة و كانوا مرتدين ملابس الصيادين و قد أخفوا الكاميرات و المعدات الأخرى داخل مشنات السمك و تم تغطيتها بقماش و إجتازوا بحيرة المنزلة و عند نقطة التفتيش وكانت لحظات عصيبة كما قال فريد تقدم جندى إنجليزى لتفتيش المركب …وإرتعد جسد فريد خوفا من إكتشاف الكاميرات و عندما هم الجندى بسونكى بندقيته نحو المشنه لتفتيشها …قام حينئذ أحد افراد التصوير و نادى الجندى " سير سير " لتشتيته فالتفت إليه و ترك التفتيش و لاهاه فى أى موضوع فلم يفتش المشنات ومروا من نقطة التفتيش بسلام .
وتم الانتهاء من تصوير الفيلم بسرعة قياسية و عرض فى سوريا و لبنان وحقق نجاحا كبيرا وحقق غرضه الإعلامى من فضح خزايا العدوان الثلاثى و لكنه فشل تجاريا فى مصر لإنه عرض عام 1957 بعد إنتهاء الحرب و خسر فريد أمواله فلم يغطى الفيلم تكاليفه بل كان مطالبا بسداد مبلغ خمسة الاف جنيه فلجأ فريد الى الرئيس أنور السادات الذى كان فى ذلك الوقت يشغل منصب رئيس المؤتمر الاسلامى فعرض عليه الموقف و إنه خسر فى الفيلم و لم يكسب منه شيئا فعفاه من المبلغ المطلوب و شكره فريد لأنه أنقذه من هذه الورطة .