elCinema.com

هناء ثروت ..تروى قصــة توبـتــــــــها :

[ من صفحة هناء ثروت …تروى قصــة توبـتــــــــها : ]
نشأت فى اسرة بسيطة و قد حباني الله جمالاً، ورشاقة، و صوتا قويا …فكنت اغنى و ارقص فى الحفلات المدرسية .
صراحة، لا أستطيع نكران مدى غبطتي عندما تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية وسط اهتمام إعلامي كبير بي .
كانت تمتلكني نشوة وأنا أرفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة، كانت تطربني المقابلات، والتعليقات الصحفية، ورؤية صوري الملونة، وهي تحتل أغلفة المجلات، وواجهات المحلات، حتى وصل بي الأمر إلى أن تعاقد معي متعهد و الإعلانات والدعايات، لاستخدام اسمي -اسمي فقط- لترويج مستحضراتهم وبضائعهم ! .
كانت حياتي بعمومها موضع الإعجاب والتقليد وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب في نفوس زميلات المهنة -إن صح التعبير- وبصورة أكثر عندما وصل بهن قطار العمر إلى محطات الترهل، والانطفاء، وقد أخفقت عمليات التجميل في إعادة نضارة شبابهن .
إنسانة واحدة عاشت أحزاني…هى خالتى فكانت زوجة مؤمنة، وأم صالحة…كنتُ ألجأ إليها بين الحين والآخر، أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتها .
وجدت نفسي شيئاً فشيئاً أسقط في عزلة نفسية… زاد عليها نفوري من أجواء الوسط الفني معرضة عن جلساته وسهراته الصاخبة التي يُرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة .
وفجأة، التقيت مع محمد العربى …كان مثلي، دفعته نزوات الشباب إلى هذا الوسط ليصبح نجماً … ومع ذلك كان يفضل تأدية الأدوار الجادة ولو كانت ثانوية .
ومرة احتفلت الأوساط الفنية والإعلامية بزيارة أحد مشاهيرهوليوود واضطررت يومها لتقديم الكثير من المجاملات التي تحتمها مناسبة كهذه… وانتهزت الفرصة وتسللت إلى مكان هادئ لالتقاط أنفاسي، لمحته جالساً في مكان قريب مني، شجعني صمته الشارد أن أقتحم عليه عزلته…سألته -بدون مقدمات- عن رأيه في المرأة لأعرف كيف أبدأ حديثي معه…أجابني باقتضاب أن الرجل رجل، والمرأة امرأة، ولكل مكانه الخاص، وفق طبيعته التي خلق عليها…استرسلت في التحادث معه، وقد أدهشني وجود إنسان عاقل في هذا الوسط !.. ٍفهمت من كلامه أنه سيضحي -غير آسف- بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل، وسيبحث عن عمل شريف نافع، يستعيد فيه كرامته.
ولكن مما وعيت من حديثه قوله : إذا تزوجت فتكون زوجتي أمّاً وزوجاً بكل معنى الكلمة، فاهمة مسئولياتها وواجباتها، وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا لينشئوا على الفضيلة والاستقامة، كما أمر الله، بعيداً عن المزالق والمنعطفات .
وأحسستُ أني أمام رجل يصلح لأن يكون أباً لأولادي، على خلاف الكثير ممن التقيتُ، ورفضت الاقتران بهم…وبعد فترة، شاء الله وتزوجنا.
وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام المتعددة، حيث تعيش دائماً على مثل هذه الأخبار.
ولكن المفاجأة التي أذهلت الجميع كانت بإعلاننا -بعد زيارتنا للأراضي المقدسة-عن تطليق حياة الفراغ والسوء، وأني سألتزم بالحجاب، وسائر السلوكيات الإسلامية المطلوبة إلى جانب تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة -بيتي المؤمن- لرعاية زوجي وأولادي طبقاً لتعاليم الله ورسوله.
أما زوجي فقد أكرمه الله بحسن التفقه في دينه، وتعليم الناس في المسجد.
أولادي الأحباء لم يعرفوا بعد أن أباهم في عمامته، وأمهم في جلبابها، كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان.
خالتي المؤمنة ذرفت دموعها فرحة، وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي، ولا تزال الآن تحتضنني كما لو كنت صغيرة، وتسأل الله لي الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي التي اقترفتها أيام جاهليتي .
ومن المضحك أن أحد المنتجين، عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام، وغناء أشعار، يلصقون بها مسمى (دينية) ولا يعلم هؤلاء المساكين أن إسلامي يربأ بي عن مزاولة ما يخدش كرامتي أو ينافي عقيدتي.
نعم، لقد كانت هجرتي لله، وإلى الله .