elCinema.com

عيد العمال فى السينما https://youtu.be/VXPfz-z-NLg

يحتفل العالم في الأول من شهر مايو كل عام ب(يوم العمال)، أو ما نطلق عليه “عيد العمال”، وكان للعمال نصيب في أولى اللقطات التي صوَّرتها السينما العالمية ، منذ تجربة ألاخوين لوميير في البدايات عام فى 1895، عند عرضهما أول “مشهد تصويري متحرك” يظهر فيه خروج العمال من أحد مصانع مدينة ليون الفرنسية ، وبعدها قدّمت السينما الروسية التحفة الفنية الخالدة في تاريخ السينما العالمية وهو فيلم “المدرعة بوتمكين” (1925) للمخرج العبقري سيرغي آيزنشتاين، وهو الفيلم الأهم في تاريخ السينما العالمية في تناول قضايا العمال ومناصرتهم ، حين قام بتمجيد الثورة العمالية في روسيا في عام 1905 ضد نظام الإقطاع والتي قادت إلى الثورة البلشفية بعد ذلك العام 191٧ , بعدها وضع العبقري شارلي شابلن بصمته في مسيرته الفنية حين قدم لنا التحفة الفنية “العصور الحديثة” (1936)، أما بالنسبة للسينما العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص، هي ألاخرى لم تكن بعيدة عن الاحتفاء بالعمال والتأكيد على قيمة العمل، حيث ناقشت في العديد من الأفلام دور العامل والصعوبات التي يواجهها، وتناولت أيضا حياته ومشاكله وأزماته ولحظات الصراع والكفاح والانتصارفي الكثير من الاشرطة السينمائية، وقد كانت السينما المصرية سباقة في تناول قصص العمال ومعاناتهم وظروف عملهم القاسية ، وكذالك تسليط الضوء على قوانين العمل وساعات العمل الطويلة، وقد بدأ اهتمامها بهذا الأمر مبكراً نسبياً ، ومن الافلام العربية التي تناولت قضية العامل العربي ، فيلم “لو كنت غني” وهو إنتاج 1942، وبطولة بشارة واكيم وعبد الفتاح القصري ويحيي شاهين، ويتناول ظروف العمال الاجتماعية والنفسية واضرابات العمال، وابتزاز صاحب العمل لهؤلاء العمال. وعند الحديث لهذه النوعية من الافلام ، لابد ان نذكر فيلم " العامل " ومن عنوانه نستشف ان المحور الاساسي للصراع في الفيلم هو العامل ، وهو من الافلام التي تناولت حياة العامل وقسوة العمل ، فيلم “العامل " هو فيلم درامي مصري تم إنتاجه عام 1943، إخراج أحمد كامل مرسي و بطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي وهو أول فيلم ينتجه حسين صدقي، وتم عرضه بعد ذلك بعد حذف بضعة مشاهد منه، وقصة الفيلم تدور حول الشاب احمد وهو شاب متحمس يدافع عن حقوق اصحابه العمال لدى أصحاب المصانع، وشركات الإنتاج، تتضمن رحلته النضالية في هذا المضمار علاقة حب تربطه بجارته هنية التي تؤمن به وبقضيته، يتكبد هذا العامل الكثير من المتاعب والمآزق، كأن يتآمر عليه صاحب المصنع، ويحاول الإيقاع به وتلويث سمعته أمام العمال المؤمنين به والواقفين خلفه ، إلا أن عفته ونزاهته تحولان دون ذلك. تتبدل الأحوال ويصبح أحمد - الذي نصبته العمال زعيمًا - صاحبًا لعماله وذا نفوذ ولا يتوانى عن مواصلة رسالته ومدافعته عن حقوق العمال، فأقام لهم مؤسسات وشركات لا يجدون فيها إلا الإنصاف وتقدير جهودهم وقد تم ذلك، بتحريضه للعمال على الإضراب عن العمل، حتى تتم تلبية مطالبهم ويخضع أصحاب المصانع أخير، لكن الفيلم واجه اعتراضات من الرقابة المصرية ومُنع من العرض في البداية بأمر من الملك فاروق بعد مشاهدته إياه في اﻹسكندرية، ثم عرض لاحقاً بأمر من وزير الشؤون الاجتماعية عبدالحميد عبدالحق بعد حذف بضعة مشاهد منه، وبعد عرض الفيلم مباشرة، صدر أول قانون لنقابات العمال في مصر. ومن الافلام العربية التي تناولت قضايا العمال ، فيلم أخر كان محوره الرجل العامل ، وهو فيلم (الأسطى حسن )، الفيلم يتناول قصة الأسطى “حسن” العامل في ورشة خراطة الحديد، الفيلم من تأليف فريد شوقي بينما كان الإخراج لصلاح أبو سيف، وكان دور الممثل الراحل فريد شوقي في الفيلم ( الاسطى حسن) ،عاملًا فنيًا في إحدى الورش يأكل عيشه القليل بالعرق الحلال، وكان ربًّا لأسرة مكونة من زوجة (هدى سلطان) وطفل، تسكن شقة متواضعة في أحد أحياء القاهرة الشعبية، يفصله عن حي الأثرياء كوبري لا يستغرق عبوره أكثر من دقائق، ولكن ثمة استحالة طبقية لانتقال العامل للعيش في حي الأثرياء و الطبقة البورجوازية ، وقد بدأت المشاهد الأولى من الفيلم بتسليط الضوء على تذمّر البطل من وضعه الاقتصادي فهو يعمل لساعات طويلة مقابل أجر قليل، ووسط تذمره تأتيه فرصة للانسلاخ من طبقته الاجتماعية حين يذهب لينهي عملًا في إحدى الفيلّات بالزمالك، ليرى عالمًا آخر كان يحلم به ويتمناه ، و الفيلم إنتاج عام 1952، وشارك في بطولته فريد شوقي، هدى سلطان، ثريا سالم، زوزو ماضي، ومن تأليف فريد شوقي، والسيد بدير، وإخراج صلاح أبو سيف، ومن إنتاج الراحل فريد شوقي، وقد أتهم الراحل فريد شوقي في حينها بأنه يروّج في في فيلم “الأسطى حسن” للشيوعية و ويحرّض الشعب على التمرّد! وعلى الفور أمر “البوليس السياسي” بوقف عرض “الأسطى حسن”، ليجد فريد شوقي نفسه متهمًا في قضية سياسية قد تذهب به للسجن من ناحية، ومهددًا بخسارة أمواله في أولى تجاربه الإنتاجية من ناحية أخرى. المخرج الراحل يوسف شاهين كان له بصمة " باب الحديد”، الذي يتناول جانبًا من حياة العمال في القطارات وبائعي الجرائد من خلال “قناوي” بائع الجرائد المريض نفسيا والذي يقع فى غرام “هنومة” بائعة الكازوزا ويرغبها جسديا، في حين أنها لا تملك تجاهه إلا مشاعرالشفقة، كما أنها تنوي الزواج بآخر وعندما تبدأ هنومة فى الاستعداد للزواج، يقرر قتلها لكن القدر يضع فتاة أخرى فى طريقه عن طريق الخطأ، ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة “أبو سريع” (فريد شوقى)، وفى النهاية يتم الإبلاغ عن قناوى كمريض نفسى ويتم الإيقاع به عن طريق “عم مدبولى” (حسن البارودى) الذى كان كأب له. الفيلم الذي تم إنتاجه في عام 1958، ومن الأفلام التى تناولت معاناة العامل العربي في دول الاغتراب فيلم" النمر الأسود" للفنان أحمد زكى، وشاركه فيه أحمد مظهر ووفاء سالم، ويوسف فوزي، وألفه أحمد أبو الفتح، وبشير الديك، وأخرجه عاطف سالم. وهو(قصة حقيقية )، وظهر أحمد زكى فى دور عامل مكافح هو " محمد حسن المصري"، هاجر إلى “ألمانيا” لتحقيق أحلامه واشتهر في مجال الخراطة حيث اخترع آلة جديدة، كما احترف الملاكمة، وساعده مدربه اليوناني “كوستا” واطلق عليه جمهور الملاكمة في ألمانيا لقب “النمر الأسود. اما المخرج الراحل " عاطف الطيب” قدم فيلما رائعا وباداء الراحل العملاق " نور الشريف وهو فيلم ( سواق الاتوبيس )، و تدور أحداث الفيلم حول “حسن” الذي يعمل سائقا لحافلة (أتوبيس) نقل عام نهارا وسائقا لسيارة أجرة (تاكسي) ليلا. وهو الأخ الوحيد لخمس بنات، والده (عماد حمدي) يمتلك ورشة نجارة وبسبب إهمال زوج أخته الذي يدير الورشة تحجز الضرائب عليها، وتعرض للبيع في مزاد علني، يحاول حسن إنقاذ الورشة من البيع لأنها تمثل سمعة والده، فيذهب إلى أخواته البنات وأزواجهن ليساعدوه في سد الدين وإنقاذ الورشة لكن الكل يطمع ويستغل الحاجة وحالة الضيق. يصور أيضا الفيلم الحالة الاجتماعية والطبقية للمجتمع المصري ما بعد حرب أكتوبر 1973 ، ومن التغييرات التي تطرأ على الشخصية المصرية وحالة الأصدقاء الذين دخلوا في حالة انعزال بعد عودتهم من ميدان القتال وقد انتصروا في ميادين المعركة ولم يجنوا ثمار انتصارهم في ميدان الحياة العملية، وقد وجدوا أنهم الذين عبروا وغيرهم من حصدوا باسمهم. ومن جانب آخر زوجته تضغط عليه بمتطلبات مادية ومعنوية، لكنه يعطي كل وقته واهتمامة لأبيه واسرته في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. تم اختيار الفيلم كثامن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ومن الأفلام التى أبرزت دور المرأة العاملة فيلم “للرجال فقط " فقد برز دور المرأة وقدرتها على العمل حتى فى الوظائف المخصصة للرجال فقط والفيلم من بطولة سعاد حسنى ونادية لطفى وحسن يوسف ويوسف شعبان، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وإخراج محمود ذو الفقار. وبشكل بسيط وباسلوب جميل، عمل فيلم “مراتى مدير عام” في بثت الحماسة في نفوس العمال من أجل تقديم عمل أفضل، وجسد الروح الطيبة التي يجب أن تسود بين أفراد العمل من المدير وحتى أصغر موظف، وبرعت الفنانة القديرة شادية في تقديم شخصية المدير، وشاركها في الفيلم صلاح ذو الفقار، وشفيق نور الدين، وتوفيق الدقن. ويبقى فيلم الراحلة فاتنة الشاشة ( فاتن حمامة) ، فيلم “أفواه وأرانب” علامة قارقة في السينما العربية ، والذي تناول دور المرأة في العمل، ومهارتها وإخلاصها، خاصة اذا كانت قى ثوب “الفلاحة” التى تعمل في الأرض بكل جدية وحب، والفيلم من سيناريو وحوار سمير عبد العظيم، وإخراج هنري بركات، وبطولة فاتن حمامة و محمود ياسين وفريد شوقي ورجاء حسين. ومن الافلام الحديثة التي تناولت وضع المراة العاملة كان فيلم (فتاة المصنع)، الذي عرض في بدايات عام 2014 ، وهو فيلم مصري من إنتاج شركة داي دريم للإنتاج الفني، ومن إخراج محمد خان وبطولة هاني عادل، ياسمين رئيس، وسلوى خطاب، ويرصد قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة. الفيلم حصل على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي للبطلة " ياسمين رئيس”. وتدور أحداث الفيلم عن ( هيام ) وهي فتاة عمرها وهي فتاة عمرها 21 سنة، تعمل مثل بنات حيها الفقير في مصنع ملابس.
ورغم قلة الافلام التي تناولت شخصة العامل و نضاله بالقياس لحجم الانتاج الفني من الافلام ذات المضامين الهزيلة، واحيانا تسخر من الطبقة الطبقة العاملة ، و تسئ لدورها السياسي و الاجتماعي في التغير . ولكن الساحة السينمائية لازالت بحاجة ماسة الى افلام تهتم بالعامل و تحمل قضايا عمالية بالمعنى النقابي الشائع، وتعبر قدر ما استطاعت عن أحلام الطبقة العاملة وصراعاتها اليومية لاستكمال الحياة أو البحث عن حياة أخرى تستوفي شروط العيش الكريم تحت وطأة حياة المدينة الكبير.