elCinema.com

إعلان أبو حفيظة الجديد .. مش مجرد إعلان!

[ من صفحة أكرم حسني ]
بمناسبة مرور شهر على عرض إعلان يا صيف، ووصول عدد مشاهداته إلى 21,136,990 مشاهدة حتى كتابة هذه السطور، قررت إعادة نشر أولى مقالاتي “النقدية” إن صح التعبير، أشرح فيها وجهة نظري في الإعلان:

  • تم كتابة هذا المقال في 2/8/2018.

إعلان أبو حفيظة الجديد … مش مجرد إعلان!

إعلان شركة الإتصالات الجديد اللي عمله الفنان أكرم حسني بشخصيته الشهيرة (أبو حفيظة) مش مجرد إعلان؛ بل هو حالة مزيجة من النوستالجيا* والحداثة بيخلقها عند المتفرج.

الصيف عند أغلبنا زمان يعني إسكندرية، والمصيف في إسكندرية يعني المنتزه والفنار والفريسكا، وناس بتصطاد عند الصخر وعيال بياكلوا جيلاتي قبل ظهور مصطلح “الآيسكريم” وإلى ما لا نهاية من الحاجات الحلوة. وفكرة الإعلان اعتمدت في المقام الأول على استحضار الحاجات دي عن طريق عوامل كتيرة أهمها صوت الفنان عبدالباسط حمودة وشخصية أبو حفيظة.

صوت عبدالباسط حمودة من الأصوات الشعبية المميزة اللي تم استخدامه لخلق الحالة اللي بيقوم عليها الإعلان؛ لأن الناس مرتبطة بالأغاني عامة وده موجود برضه في الإعلان “الشاب اللي حامل جهاز الكاسيت الكبير”، وحضور شخصية أبو حفيظة بتركيبته الفريدة القريبة من الناس أكدت الفكرة في كذا لقطة وباستخدام أكتر من عنصر:

  • الصيد على الصخر
  • ركوب العجل و السكوتر
  • الجيم اللي على الساحل
  • الحنطور والمراجيح
  • العوامة البطة
  • محل الجيلاتي والكابينات اللي في خلفية الكادر

بالإضافة لحالة النوستالجيا العامة كان فيه حالة خاصة من ال modernity في الإعلان سواءا في استخدام الموسيقى وكلمات الأغنية وبعض العناصر زي ال DJ و ال surfboards “الألواح اللي بتستخدم لركوب الأمواج” ومشهد الحفلة نهاية الإعلان.

الحالة اللي ما بين النوستالجيا والحداثة كانت واضحة في أدق التفاصيل حتى لوك شخصية أبو حفيظة؛ في بداية الإعلان كان لابس البدلة الشهيرة موضة السبعينات والمنديل والنظارة والساعة، بعد كده اتحول إلى لبس الشباب الحالي من تيشرتات رياضية ملونة و ice watch وعصير الأناناس إلى البدلة الpink والbandana والنظارة اللي بتبرق.

(ظهور شخصية أبو حفيظة جونيور في آخر الإعلان بيحمل معنيين؛ الأول إنه بيجسّد شخصية أبو حفيظة وهو طفل وده بيكمّل فرضية حالة النوستالجيا اللي في الإعلان، والتاني إنه يكون طفل متأثر بشخصية أبو حفيظة وعامل زيه بالمللي وده الجزء الخاص بمدى قرب الأخير من الناس وتأثيره عليهم واللي بيكمّل فرضية ال modernity في الإعلان.*)

  • ده كان منظوري الشخصي للشخصية في الإعلان، لكنه بيتنافى مع واقع ظهور الشخصية في حلقات برنامج أسعد الله مساءكم.

ختاما، الإعلان قد يكون موجه لفئة معينة من الناس لكنه – بقصد وبدون قصد – هيجذب ناس كتيرة ويفكّرهم بأيام حلوة ما تتنسيش.

*النوستالجيا في معناها البسيط هو حالة من الحنين للماضي ورجوعنا إليه والعيش في تفاصيله كما لو كان في زمننا الحالي.