[ من صفحة شهادة ميلاد ]
الابداع هو عمليه تراكميه ، عملية متواصله ، إلهام وإلهام في المقابل.
بعد الحلقة العاشرة او الحادية عشر لا اتذكرا تحديدا رقم الحلقه ولكن اتذكر جيدا ان الاحداث ذكرتني برائعه داوود عبد السيد –مخرجا ومؤلفا- " ارض الخوف " بطولة العبقري احمد زكي رحمه الله ، ربما استلهم نجم رمضان من كل عام الكاتب عمرو سمير عاطف فكرة مسلسله “شهادة ميلاد” بطولة طارق لطفي وهو نجم ايضا ربما لو اردت الحديث عنه لن يكفيه اكثر من مقال ، نعود لفكرة الالهام التى بنيت عليها هذا المقال ، ربما عظمة قصه ارض الخوف قد الهمت عمرو سمير بفكرة شهاده ميلاد والتى اضاف لها الى جانب الخوف " الميلاد " وما تحمله فكره الميلاد من “أمل” ، الناس اليوم في اشد الاحتياج له ، ارض الخوف كان يستعرض بدايه تحول الدولة في نهايه السبعينات وحتى مطلع الثمانينات الى دولة حارسه (جيش- شرطة- قضاء) ليس لديها توجهات قوميه او لدولة توجهاتها ان لا توجهات ، والتخلص من دولة عبدالناصر عن طريق تفريغ كل مؤسساتها من احلام الاهداف القومية وفكرة توحد الشعب نحو هدف قومي وتركهم يتفرقون الى اهداف فردية بحته لن اخوض كثيرا في ارض الخوف.
وجه التشابه بين المسلسل والفيلم ان الضابط على (طارق لطفي) استغلت وزارة الداخليه واقعه تم الكشف عنها ولم يكن احد يعلمها ولا الضابط نفسه وهو انه في الحقيقة ابن احد زعماء العصابات في مصر وهو " يحي نصير" (سناء شافع) تخلى عنه يحي نصير لاحد الموظفين خوفا عليه من انتقام اعدائه الذي يحوم حوله طوال الوقت ، فتم فصل الضابط وتركه يحمل تركة والده بعد وفاته ثم تجنيده وابلاغه انه في مهمه شبه رسميه لمساعدة الدولة في الكشف والقبض عن هذه العصابات. اضافه عمرو سمير كانت ما يحمله اسم المسلسل واحداثه حتى الان – من وجهة نظري المتواضعه – من رساله خاصه لوزارة الداخليه بحكم سياق المسلسل ولكنها عامه لمن يتامل الاحدث جيدا ، بامكان كل مؤسسه بها فساد او يحمل الشعب او حتى فئه من الشعب كره لها ان تولد نفسها من جديد ، التغيير ليس مستحيلا ، اكتر حاجه صعبه ممكن تواجه انسان وتثبط من عزيمته لو فكر في التغيير من نفسه هو “ماضيه” . ربما شعرت انني اتحدث عن فكره العداله الانتقاليه نعم هذا ما الهمني به الكاتب نفسه عندما استعرض موقف من ماضي الضابط علي (طارق لطفي) عندما تذكر انه وفي اثناء القاء القبض على احد الخارجين على القانون ضربه واهانه امام اولاده وزوجته فشعر بالذنب فكانت اول خطوه هي الاعتراف بخطأه لزوجته ولرئيسه المباشر ثم الذهاب الى اهل المجرم والاعتذار عما حدث واعالتهم ماديا طوال فترة حبسه وكانت هذ بالمناسبه فكرة زوجة علي وهي هنا رلما تمثل المجتمع ، هنا رايت تطبيق بسيط جدا لفكرة العداله الانتقاليه تلك الفكرة التى استحدثنا لها وزارة تحمل نفسم الاسم ولكن الى الان ربما لا نعلم او من يعلم لا يتذكر اسم الوزير ولا اي خطوات جاده لهذه الوزارة.
قدم عمرو سمير عاطف الامل والقدوة لضباط اليوم وهو يكشف عن الخوف ، فشخصيه الضابط علي والذي يقول عمرو على لسانه في احدى الحلقات " حتى لو ان ابن الشيطان … " لم تتاثر كثيرا بماضي والده وان والده زعيم عصابه كبيرة لم تترك اي نشاط اجرامي الا وباشرته من غسيل اموال ومخدرات ودعارة ومنطقيه عدم تاثر علي بكل هذا الكم من الماضي القذر – والمستمر – انه لم يكن يوما شريكا فيه وهذه هي النقطه التى جعلت قياداته في العمل تثق فيها وتتواصل معه وتبدا معه رحلة جديده من رحلات ارض الخوف ، ومن وجهة نظري لم يبالغ عمرو سمير عاطف بان يقدم لنا قيادات في الداخليه وبالاخص في ادارة وجهاز الامن الوطني او الامن العام حقيقه لم ادرك حتى الان اي الادارات ينتمي لها الضابط ، ان يبدأوا عمليه مثل عمليه ارض الخوف وان يكون لديهم دافع وطني خاصه واذا ما قارنا حال وزارة الداخليه في السبعينات والان ورجحت كفة السبعينات خاصه وان البلد كانت خارجه من حرب وكان في قيم ومبادئ او قل الحد الادنى وان الان كل يوم نرى اخبار عن انتهاكات ومخالفات جسيمه وكارثية لوزارة الداخليه ولكن هذا يتماشى مع " الامل " الذي اراد ان يقدمه لنا الكاتب وان الامل يولد من رحم اليأس وان هناك من من بين اي مؤسسه ضربها الفساد من يأمل الاصلاح ولكن كل هذا حتى احداث الحلقه الحاديه عشر اي في الفصل الاول من سيناريو المسلسل فمازال هناك تسعة عشر حلقة ربما يتوه فيها الامل داخل ارض الخوف.