elCinema.com

تونس ... قبلة النقاهة والاسترخاء

[ من صفحة منصف مراد ]
تونس: 3000 سنة من الحضارات المتتالية.
هي دولة حرّة، مستقلّة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، و نظامها جمهوري ، وعاصمتها مدينة تونس، وتقع الجمهوريّة التونسيّة في الجهة الشماليّة من قارة أفريقيا، او ما يعبر عنه كذلك بمنطقة المغرب العربي الكبير ويحدها شمالا وشرقا البحر الأبيض المتوسط، أمّا من الجهتين الغربيّة والجنوب غربيّة فتحدّها الجزائر، وتمتلك حدوداً مع ليبيا من الجهتين الجنوب شرقيّة والشرقيّة، وحصلت تونس على استقلالها من فرنسا في عام 1956م.
الخصائص المميزة
الى جانب مناخها المتوسطي المعتدل، يساهم موقعها المتميز بالتنوع الجغرافيّ بين الصحراء والجبال والغابات والشواطئ في جذب الملايين من السياح سنوياً؛ وهي توفر ما يلزم من المرافق كالفنادق والأماكن الترفيهيّة وتزخر بالمعالم الحضاريّة والصناعات التقليدية.
من اهم مميزاتها السياحية:
السياحة الرياضيّة:
تونس تمثل الوجهة الاولى لحوالي ستة ملايين اوروبي من عشاق رياضة الصولجان(الغولف).
ان تونس تتمتع بعديد المزايا لتحقيق هذا الهدف على غرار المناخ الملائم لممارسة رياضة الصولجان والخبرة في مجال البنى الاساسية السياحية.
وهي تعرف ايضا بكونها وجهة لسياحة الكثافة بفضل ما تتميز به من ثراء مواقعها الطبيعية ومن استقرار وحفاوة الاستقبال. تونس اليوم قادرة على تطوير سياحة الصولجان ومواجهة المنافسة وذلك خاصة من خلال تهيئة ملاعب الغولف في كل المحطات السياحية.
وتعد رياضة الصولجان مجالا سياحيا واعدا يستقطب نوعية رفيعة من السياح .
ان السياحة التونسية تعتمد استراتيجية جديدة تقوم اساسا على تامين الجودة الكاملة وترمي الى تنويع الاسواق واثراء المنتوج واستشراف المقتضيات الجديدة للاسواق.
كما ان تونس عازمة على توفير كل العوامل الاستراتيجية من اجل مضاعفة الرصيد الوطني في رياضة الصولجان في افق 2020 والترفيع في عدد ملاعب الصولجان من 10 الى 20 ملعبا.

السياحة الثقافيّة:
تتميّز تونس بالعديد من المظاهر الثقافيّة المهمة، فهناك فيها فسيفساء رومانيّة تُعدّ من أهمّ الفسيفساء العالميّة، ومعابد واثار رومانية، كما تحتوي على العديد من المواقع الثقافيّة الأثرية، مثل المُدن القديمة و المساجد ومسرح الجم وقنوات “الحنايا” الممتدة من مدينة زغوان الى مدينة قرطاج وغيرها، لعل اهمها:

مهرجان قرطاج:
هو من أهمّ المهرجانات التونسيّة وأشهرها، اذ يهتمّ بتقديم الفنون الموسيقيّة العربيّة والعالميّة ويقيم اياما للمسرح واخرى للسينما.
المتحف الوطني بباردو:
هو من المتاحف المهمة والقديمة في تونس، وأُسّس داخل أحد قصور البايات وبُنيت أكبر أقسامه في القرن التاسع عشر للميلاد، وما زال حتّى هذ اليوم يتميّزُ بجماله، كما أُضيفت له مجموعة من التحسينات والترميمات؛ من أجل زيادة عدد زواره وتعزيز قدرته على المُحافظة على مجموعات محتوياته الأثريّة.

متحف قرطاج:
هو مُتحف أُسس في مطلع القرن العشرين للميلاد في الطابق السفلي من مبنى كاثوليكي بالقُرب من كاتدرائية القديس لويس، وتوجد داخل المُتحف العديد من المُقتنيات الأثريّة التي وجدت في قرطاج، وتعود إلى عصور متنوعة ومنها العصر العربيّ الإسلاميّ، وعصر أفريكا الرومانيّ، والعصر الفينيقيّ.
السياحة الصحراويّة:
مطماطة هي واحدة من أقدم المواقع السياحية، اشتهرت ‏كأبعد مواطن العمران البربري إلى الشمال في كامل منطقة الجنوب التونسي. هناك يعيش السائح ‏كل يوم حالة من الانتشاء بالعودة إلى التاريخ حينما ينزل إلى تلك الغرف تحت الأرض، ويقف حائرا أمام ما بلغته القدرة ‏الإبداعية للإنسان في تصريف شؤونه وتوظيف الطبيعة لنمط عيشه.
هناك ‏يتذوق الأطعمة التقليدية ويتمدد تحت النخيل ليعيش إلا ‏لنفسه ولعقله وخياله. ‏وعندما يصل إلى أقصى مدينة في الجنوب، تطاوين، يقف مندهشا أمام ما يعيش ويرى ‏ويلمس، فعلى بطن الجبل يقف نزل عصري امتزج بروح الجبل ‏وببشائر الصحراء وبكل خاصيات وخدمات النزل العصرية… لكن المهم بالنسبة إلى الزائر السائح هو تلك النزل الأخرى التي لا ‏يمكن أن يجدها في أي مكان آخر لا غربا ولا شرقا. ففي هذه المنطقة تقوم شبكة من القصور ‏الصحراوية القديمة أنشأها في زمن مضى سكان تلك المناطق، وهم من البربر الذين يعرفون في التاريخ بالأمازيغ أو سكان الجبال.
هذه القصور شيّدت ‏بمواد أولية للبناء، وأقيمت غرفها على طوابق من ‏الأرضي إلى الرابع بشكل معماري بديع يمنع التصادم بين النزول والطلوع على السلم الحجري ‏الخارجي لكل غرفة، التي تتسم بالطول، وتوجد داخلها مقاسم تيسّر قضاء الحاجة سواء للنوم ‏أو الجلوس أو الطعام، في حين خصص بعضها لخزن المؤونة التي هي عادة لمدة سنة فأكثر، وبعضها ‏الآخر لخزن السلاح أو للحراسة الليلية، نظرا لما اتسم به التاريخ القديم من غزوات وما ‏اشتهر به البرابرة من لجوء إلى الجبال لتسهيل الدفاع عن أنفسهم.
هذه القصور تحوّلت إلى نزل سياحية من طراز فريد بعد أن لفها الإهمال والنسيان لعقود ‏عديدة، وهي نزل تشدّ السياح إليها لما توفره من متعة الفرجة والإقامة البديعة. وإذا كانت أكلة الكسكسي التونسي تسلب عقول الزوار من السياح، فإن أطباقا أخرى من ‏اختصاصات المنطقة أيضا قد أسرتهم وأخذت بمجامع قلوبهم، وجعلت الغالبية العظمى منهم تعود ‏إلى المنطقة الساحرة عاما بعد عام. ومن هذه الأطباق ما يعرف في الجهة “بالمسلان” وهي طريقة ‏في تهيئة لحم الضأن على نار هادئة تحت الأرض، ودون أن تمسسه النار بما يجعل اللحم ذا نكهة وروعة ‏لا مثيل لهما. إضافة إلى ما يعرف بخبز الملة، وهو خبز يتم طهيه مباشرة في ‏الرمل الصافي، وحين يجهز لا تبقى به ذرة رمل واحدة، وطعمه يبزّ جميع أنواع الخبز الأخرى ‏بما يجعل السياح يعشقونه عشقا.‏
ولكن سائح الصحراء لا يتمتع بذلك فقط، فهو ينطلق عبر الصحراء نفسها والتي ‏اشتهرت في تونس بأنها موطن الغزال والوعل وموطن الحبارى، ذلك الطائر الجميل الذي لم ‏يذق الإنسان لحم طير أشهى ولا أحلى منه. وهي بلد الزواحف أيضا، التي يعجب السائح بكيفية تمكن ‏أهاليها من الحصول على الكثير منها، من أفاع وعقارب وملال وأورال، ثم تحنيطها وعرضها على ‏السياح في لوحات عجيبة، يقتنيها هؤلاء كنوع من التذكار التي لا يجدونها في أماكن أخرى. ‏
وفي انطلاقته لاستكشاف الصحراء والغوص في أعماقها وتجاوز ما يعرف ‏بسلسلة جبال مطماطة إلى الجنوب، يكون الالتفاف غربا عبر برج بورقيبة حيث تلك الوهاد العميقة ‏وربى الرمال الممتدة على مدى البصر ليس أروع منها سوى الوقوف عندها للتأمل في غروب ‏الشمس، ثم مواصلة الطريق الصحراوي غربا وصولا إلى دوز وقبلي.
وعند عودة السائح من رحلة ممتعة عبر رمال الصحراء تجده في مدينة دوز الشهيرة بإنتاج ‏أشهر أنواع التمور وأجودها لغاباتها الممتدة من النخيل، عدة فنادق تقدم خدمات من طراز رفيع ‏يجمع بين المتعة والراحة، تماما مثلما هو الأمر في قبلي المجاورة لها.‏‏