elCinema.com

الفرق بين التفسير والتبرير

[ من صفحة منصف مراد ]
تفسير الشيء هو مجرَّد ذِكْر الأسباب التي كونته او تسبّبت في حدوثه، وهو يُستعمل مع أي حدث، فنحن نفسّر التعاسة ونفسّر السعادة. نفسّر التقدم ونفسّر التأخر. نفسّر الحب ونفسّر الكراهية…
أما التبرير فليس مجرَّد تفسير، بل هو محاولة منا أن ننسبَ الفعل إلى “البِرّ”، والبِرّ كلمة جامعة لكل أنواع الخير دون أي استثناء. وهو لا يُستعمَل إلا مع ما هو مردود او مكروه أو مرفوض أو منبوذ من الأفعال، فنحن نبرّر الخطأ، ولا نبرّر الصواب. نبرّر الكراهية، ولا نبرّر الحب. نبرّر الحرب، ولا نبرّر السلم. نبرِّر الخيانة، ولا نبرِّر الوفاء.
هذا لا يمنع من اننا يمكن أن نبرّر الأشياء الطيّبة، إذا وُضعَت في سياق غير سياقها او ما يستدعي عكسها، ففي مواقف المعارك مثلا، إذا استعمل احد الاطراف اللطف والرحمة مع عدوِّه فإنه يحتاج إلى تبرير ذلك، لأن الحِلْم مرفوض في هذا الموقف. وإذا أحببتَ شخصًا منبوذا ومكروها من كل الناس، فأنت تحتاج إلى تبرير هذا الحب.
لهذا فإن التفسير أمر مقبول، والتبرير أمر عادة ما يكون مرفوضا، بل يكاد يكون مكروهًا، ولا مبرّر له.