elCinema.com

المنصف مراد ... سيرته الذاتية التعليمية والمهنية والفنية

ولد المنصف بن علي بن محمد مراد في السادس من شهر اغسطس سنة 1950 بمدينة اكودة التونسية والملقبة بمنارة العلوم والثقافة.
زاول تعليمه الابتدائي بمدرسة بورقيبة باكودة منذ غرة اكتوبر سنة 1955 وفي سنة 1962 وبعد حصوله على شهادة ختم الدروس الابتدائية ونجاحه في مناظرة الدخول الى التعليم الثانوي، انتقل الى المعهد الفني بسوسة اين واصل الى حد الجزء الاول من الباكالوريا، ثم انقطع بسبب الظروف المادية التي تمر بها العائلة ليتحول الى معهد الاتقان الفني بمنزل بورقيبة اين حصل على شهادة " فني سامي في الرسم الفني" بعد سنة ونصف السنة من الدراسة.
في سنة 1968 انتقل الى تونس العاصمة ليشتغل وكان له ذلك في شركة تجارية متعددة الجنسيات اين حضي بمحبة المسؤولين الذين ارسلوه الى معهد بورقيبة لللغات الحية لاكمال تعلمه اللغة الانجليزية اذ انها كانت اساسية في عمله.
درس هناك لمدة سنتين وتحصل على شهادة تضاهي
" الاجازة " وفي نفس الوقت كان يشارك في دروس ليلية ويواصل تعليمه الجامعي عن طريق المراسلة وذلك في علوم التجارة والاقتصاد.
في سنة 1972 غادر تلك الشركة برتبة رئيس قسم مساعد ليواصل في شركة اخرى برتبة رئيس قسم ثم مدير فني فمدير فني وتجاري فمدير عام.
في سنة 1981 تحول الى مدينة سوسة ليبعث شركة تجارية لم تدم اكثر من خمس سنوات ثم هاجر الى ايطاليا سنة 1985 ليشتغل في مصنع للمضخات كفني استشاري ثم مهندس بعد حصوله على شهادة "Ingénieur boite " من المصنع نفسه.
في سنة 1989 يرسله المصنع السابق ذكره الى المملكة العربية السعودية كمهندس مقيم لبعث مصنع لتجميع المضخات وتكوين اطارات فنية وتجارية.
في سنة 1991 يكلفه المصنع بالادارة الجهوية للشرق الاوسط ويتواصل مقره بالمملكة العربية السعودية.
في سنة 1994 وبعد حرب الخليج، يعود الى تونس اين يبعث في بادئ الامر مشروعا تجاريا صغيرا ثم يتولى ادارة شركة بعث عقاري ثم ادارة وكالة عقارية الى حد سنة 2010 موعد احالته على شرف المهنة.
مسرحيا نشأ و مسرحيا عاش و مسرحيا سيبقى.
لقد جرى في عروقه منذ نشأته الاولى حب للمسرح كحبه لأبويه وكحبه لوطنه، فمنذ ان دخل التعليم الابتدائي في اكتوبر سنة 1955 وكان انذاك في الخامسة من عمره، كان يلعب مع أصدقائه في ساحة المدرسة وكان يتملكه أثناء اللعب ميول كبير لتقليد شخصيات خيالية من الخرافات وكان دائما يرسم الشخصية في خياله فيعطيها الشكل الذي يراه ثم الصوت، وتراه عندها يتخلى عن شخصيته ليتقمص الشخصية الجديدة .
واصل لعبته تلك في فرقة الكشافة التونسية بأكودة مسقط راسه ومرت الايام …
ولما بلغ العاشرة وبضعة أشهر من عمره انخرط بنادي الشباب الاشتراكي الدستوري بأكودة والذي وقع افتتاحه سنة 1961 وابتدأ المشوار يأخذ طريق الجد وكانت النتيجة أنه تحصل في تلك الصائفة على الجائزة الاولى على عدة ولايات وذلك اثر عروض مدرسية.
في اواخر سنة 1967 انتقل الى منزل بورقيبة من أجل الدراسة أين ترك بصماته ببعث ناد للثقافة في المدرسة التي احتضنته وفي اواخر السنة الدراسية لسنة 1968 أي في أواخر شهر ماي قدم النادي السابق ذكره حفلا ثقافيا شاملا نال اعجاب كل الحاضرين الذين كان من بينهم السيد معتمد منزل بورقيبة.
في غضون ايام معدودة تم التنسيق بين السيد المعتمد والمرحوم خالد التلاتلي المشرف على برنامج “نادي الشباب” بالتلفزة التونسية فوقعت دعوته للحضور للبرنامج في شهر جوان 1968 وكانت أول مشاركة له بسكيتش “البدوي والهاتف” وأول مرة في حياته يمثل أمام كاميرا ويظهر على شاشة التلفاز.
في سنة 1969 كان يشتغل في تونس العاصمة وفي يوم من الايام التقى المرحوم عبد الوهاب بن حليمة الذي قدمه للمرحوم امحمد الاكحل رئيس فرقة النهوض المسرحي وكانت الانطلاقة الفعلية في مدرسة من أعرق المدارس المسرحية في تونس ومع عمالقة المسرح والاذاعة والتلفزة رحم الله من توفي منهم و رزق الاحياء الصحة والعافية، أذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الحبيب بلحارث ومحمد ممدوح وحسن الخلصي والزهرة فايزة وفاطمة البحري و صلحلح والفنان عبد الله الشاهد و منجية طبوبي والكاتب والممثل الناصر عاشور والممثل حمادي بن ضياء والممثل محرز شقشوق وغيرهم.
ولم يكن المرحوم امحمد الاكحل مديرا للفرقة ومخرجها فقط بل كان أيضا أستاذا معلما أخذ عليه كغيره قواعد الالقاء والنطق الصحيح وكيفية الوقوف والتحرك على الخشبة.
كان أقرب المقربين للمرحوم امحمد الاكحل حتى أنه كلف بالكتابة العامة للفرقة لمدة خمس سنوات ثم كمساعد رئيس لخمس اخرى. كان نشاطه بمعية امحمد الاكحل حثيثا مليئا بالنجاحات فجالا البلاد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا قدما عروضا في المسارح وفي دور الثقافة وفي الساحات العمومية وفي المستشفيات وفي السجون وفي الاذاعة وفي التلفزة وكذلك وبتنسيق مع السيد عبد الملك العريف حين كان واليا نال الفرقة في مناسبتين شرف تقديم عرضين امام المرحوم باني تونس ورئيس جمهوريتها المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة في قصره.
كانا يشعران وكأنهما مكلفان بمأمورية تتمثل في ايصال الثقافة لكل التونسيين أينما كانوا، كلفهما ذلك ما كلفهما ولم يجل بخاطرهما في يوم من الايام أن يرتزقا من المسرح.
من أروع ما شارك فيه، المسرحيات التالية : ورثوني وعيني حية والمعروفة ايضا ب يلعن بو ها الدوخة، عم خليفة عروس جديد، مات باجلو، اشكون قتلو، ضحية اخيها وغيرها من المسرحيات وقد سجل اغلبها في التلفزة التونسية.
في سنة 1981 انتقل الى سوسة بحكم متطلبات عمله حيث ناله شرف تكريمه من وزارة الثقافة، وحصل على شهادة تبرز مدى مساهمته الفعالة في بناء أسس المسرح التونسي.
انضم الى اذاعة المنستير اين واصل مهمته الثقافية فقام بادوار مختلفة في العديد من الانشطة من أهمها : برنامج أهازيج البادية من اخراج المرحوم الاستاذ عياش معرف وحكايات العروي من اخراج الاستاذ كمال داود وحديث الخالدين من اعداد الاستاذ الصادق بوعبان و اخراج الاستاذ كمال داود ومن نوادر العرب من اخراج المرحوم الاستاذ محمد الزرقاطي ومسرحية سجين عسقلان من اخراج المرحوم الاستاذ محمد سلامة.
الى جانب ذلك كان مكلفا بالمراجعة اللغوية، كذلك وبتشجيع من الاستاذ المنصف الهرقلي الذي كان انذاك مديرا للإذاعة، منح فرصة الاخراج فقام ببعض الاعمال وقد كللت بالنجاح والحمد لله.
في سنة 1985 سافر الى الخارج ولم يعد الى ارض الوطن الا في سنة 1994 .
في سنة 1995 انضم الى شركة زيني فيلم للإنتاج التلفزي أين شارك في أعمال تلفزية كللت بنجاح باهر على المستوى الوطني والعربي من أهمها سلسلة ضيعة محروس التي تحصلت على التانيت الذهبي في مهرجان القاهرة لتلفزيون العرب وهي من اخراج المنصف الكاتب والتي تقاسم فيها البطولة مع المرحوم الفنان القدير الحبيب بن ذياب وساهم في المراجعة اللغوية وكتب جل قصائدها، كما شارك في برنامج الحل بين يديك من تقديم المرحوم سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمان خليف واخراج عبد الرزاق الحمامي(هذا البرنامج اعد خصيصا لقناتي اقرا وART) وغيرها من الاعمال حتى موعد غلق المؤسسة.