elCinema.com

عندما تصنع فيلم مفكك وضعيف وتستخف بالمشاهدين .. البهارات الوطنية لا تشفع!

[ من صفحة طلق صناعي ]
عندما تسمع عن فيلم لماجد الكدواني والذي وضع بصمته بقوة على الساحة الفنية وأصبح من عمالقة التمثيل فأنك لن تتردد في مشاهدة الفيلم في السينما ، بداية لفيلم وحبكته كانت واعدة فأنت تتوقع أن تشاهد فيلم هزلي خيالي خفيف مثل بنك الحظ أو غيره، ولكن تجد نبرة الفيلم جادة جداً وردود أفعال ماجد الكدواني في غاية العصبية وهذه كانت أولى جرائم الفيلم: أما أن تصنع فيلم جاد بالكامل ذو معلومات صحيحة أو تصنع فيلم كوميدي بالكامل من وحي الخيال.

احتفاظ الفيلم بلون الجدية وبحسب كلام مؤلفه أنه فيلم يتحدث عن الهوية والوطنية إذن تصبح جميع أخطاء الفيلم سقطات فادحة! فمن يبحث في الانترنت يعرف أن من يولد بالسفارة بالأمريكية لا ينال الجنسية مطلقاً، وأن السفارة لا تمنح التأشيرة لأي شخص يدعي أنه يريد تغيير دينه أو ذو ميول مثلية ولا تمنح اللجوء مطلقاً! هذه النقطة أيضاً كانت مشينة ومسيئة للشباب المصري.
أيضاً السفارة الأمريكية ليست بهذا الشكل الهزلي وكأنها مصلحة حكومية بل مبنى يحتوى ملفات هامة ومحصنة أمنياً جيداً ولديها قوات من المارينز وليست مجرد مبنى عادي، لا يمكن السيطرة عليه بهذه السذاجة في اقتباس علني من فيلم الإرهاب والكباب ولكن بصور أكثر سذاجة.

نضيف على ذلك الكثيرمن الفجوات والمشاهد الغير منطقية والتي لا يمكن أن نشفع لها بحجة أنه فيلم كوميدي فالفيلم لم يكن كذلك، ماجد الكدواني طوال الفيلم كان عصبياً ومنفعلاً بشكل زائد وعندما تخلط ذلك مع كوميديا هزلية يصبح خليط ساذج ومبتذل.

محاولات صناع الفيلم لخلق مشاهد كوميدية بائت بالفشل بل وتحولت لسخرية من الأديان مثل مشهد الشاب الذي يدعي أنه مسيحي ويصلي كان مشهد فج وهابط ويسيء لصلاه المسيحيين، لو فرضنا ان فيلم أجنبي مثلاً جعل مثل يدعي أنه مسلم ويصلي بطريقة غير صحيحة ويقول أي عبارات بغرض الضحك هذا بالتأكيد سيثير غضب ومشاعرنا كمسلمين ولن نقبله، فكيف نسمح بوجود مثل هذا المشهد من الأساس؟

نهاية الفيلم تحولت لتراجيديا حاول صناع الفيلم حشو قضايا وطنية لإضافة بعض التوابل والبهارات لإثارة تعاطف المشاهد بطريقة كانت رخيصة جداً وغير ملائمة … الفيلم أيضاً حاول حشر الكثير من القضايا السياسية ومشاكل داخلية بشكل لا يلائم أحداث الفيلم ولا يشبه مطلقاً ما حدث في الإرهاب والكباب لأن ماجد الكدواني كانت لديه خطة لغرض شخصي واضح لا يعد قضية يستحق أن تتعاطف معها ولا تعتبر وطنية فليس كل المصريين يريدون إعطاء الجنسية لأولادهم ولو بالقوة … هذه المبرر في حد ذاته كان ضعيف جداً وترتب عنه ظهور الفيلم بصورة باهتة وضعيفة جداً وفي غاية السوء.

أتمنى من صناع الفيلم يدركوا أن قيمة الفيلم ليست فيما كانوا يفكرون فيه بل في الصورة النهائية التي خرجت للمشاهدين لأن السينما هو فن تحويل الأحداث من الورق إلى الشاشة.