elCinema.com

العقل يعزف على أوتار القلب .. أجمل ألحان الحياة

[ من صفحة العقل يعزف على أوتار القلب … أجمل ألحان الحياة ]
" العقل يعزف على أوتار القلب … أجمل ألحان الحياة"

(حرق للأحداث)

#القصة_والسيناريو_والحوار

السعادة غايتنا … و الحلم وجهتنا
فأين الحب و من نحب في تلك الرحلة

الحب و الحلم هل هما حقا متعارضان؟؟
ام متناغمان على اوتار السعادة؟؟
اين تكمن السعادة

أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم تنطلق من تلك النقطة
تخص فلسفة الحياة و العلاقات و الحب و الطموح و السعادة

تدور الاحداث حول
3 اصدقاء لم يلتقوا بزميلتهم منذ ايام المدرسة يجمعهم القدر مرة اخرى للذهاب في رحلة نتعرف فيها على أحلامهم واختلاف شخصياتهم و رؤيتهم للحياة

(نينا/ديبيكا بادكون) الفتاة التي تدرس الطب التي تحاول أن تفعل ما تحب ولو لمرة مع ذلك القالب المثالي المفروض عليها من قبل أسرتها

و (كابير / باني/ رانبير كابور) الشاب الطموح الذي يكره الروتين و حلمه ان يكتشف كل بقعة ف العالم

(آفي/اديتيا روي كابور) صديق (باني) مثل ظله … يحب الموسيقى … لديه محل للخمور … لكنه مقامر يعشق المراهنات و الخمر و الفتيات الفاتنات … يلتقي و (باني) في الخوف من الارتباط او الدخول في أي علاقة جادة

(أديتي/ كالكي كويتشلن) … فتاة جامحة … تدرس الفنون … و تكمل مثلث الصداقة مع (آفي) الذي تحبه … و (باني)

مع (نينا)ف الوقت الحالي … نفتح صندوق الذكريات
و يبدو انه يتصدر المشهد في تلك الذكريات شخص واحد
فلعلك تفترض أو حتى تجزم أنه حبيبها … اذاً اين هو الآن

لنعود مع (نينا)قبل 8 سنوات
بمجرد أن تشاهد (نينا) ووالدتها و نظرة والدتها للبشر و حكمها على (أديتي) ستبحث مع (نينا) عن طريقة للخلاص ربما تكون انت شخصيا عالقاً في قفص كذلك الذي وضِعت فيه

فالبداية تطرح تساؤلا عن ذلك البطل
و البطلة تستحق التتبع و مثيرة للإكتشاف

رويداً رويداً بمرور بعض الدقائق … تبدأ الكوميديا الممتعة بكل أشكالها حوارا … أو مواقف … أو أجواء الاختلاف
و انت تتابع (نينا)و هى تحاول أن تخرج عن طورها الممل و هى تكمل أغنية … وهى تنقذ اصدقائها … و تسعد بذلك مؤقتا

ثم تبدأ اللحظات المهمة … حينما تلمح الحب يلمع في عيني (نينا)و (باني) … ولكن (باني) يتحدث عن ملل الزواج … و عن الطموح و السفر … و يقتل الأمل في تلك العلاقة قبل أن تبوح (نينا) … و يمضي في طريقه و يعود مؤقتاً … لا يريد أن يتخلى عن حلمه … و مع الوقت أيضاً تأكد أنه لا يحتمل أن يرى أحدا غيره بجانب (نينا)

انت الآن ترى نفسك مع أصعب و أخطر قرار
الارتباط … بمن تحب … حبيب … أو عائلة … أو اصدقاء
أو السير على طريق الأحلام حرا طليقاً بلا مسؤوليات
ذلك الهاجس الذي ينتابنا جميعا في لحظة القرار
لذا فالفكرة تلمس الجميع … الشخصيات ألمها هو ألمك … معاناتها و حيرتها تلتصق بك … تتوحد معها بسهولة … و تراقب مصير تلك العلاقات و عواقب كل قرار

السيناريو … يخلق لكل شخصية روحاً و أثرا… لا ثمة تمثال أو جهاز للرد الآلي هنا … كل شخص يمثل حالة … و علاقته بالآخرين تنتج رسالة … كل شخص له وجهة نظر تتفاعل معها و مقنعة من زاوية ما … في سرد دقيق و ممتع و متوازن
في كافة العناصر والادوار البشرية و المادية … وفي الانتقال من حالة لأخرى … هذا أصلاً فيلم عن التوازن مضموناً و شكلا
ف النصف الأول نذهب في رحلة مع الابطال للبحث عن الذات … ف النصف الثاني نجد أنفسنا
مع ترتيب مثالي للمشاهد … خصوصاً في النصف الثاني لذا لا تتسرع عزيزي بإطلاق الأحكام على مشهد بمفرده … بعض المبررات ستشرح لاحقاً

لا أنسى اي مشهد ل (باني) مع والده
ولا يمر أي مشهد مابين (نينا) و(باني) مرور الكرام
و لا يفوت اي مشهد مابين (باني) و (آفي) دون أن يحركك
حتى و إن كان عنادهم يشبه شجار الاطفال
هذا فيلم عن الموازنة بين العلاقات و الطموح
فالتأثير الشعوري … و الإقناع العقلي … ركائز أساسية هنا تغني كل مشهد …و قد أجادها و ساهم فيهاطاقم العمل كاملاً

الحوار حقيقي للغاية … مناسب لطبيعة الشخصيات بذكائها و طرافتها … يلمس قلبك … و يحرك عقلك … و ينعش روحك
ينتزع منك ابتسامات و دموع متلاحقة
لا أخفيك عزيزي القارئ أن هذا فيلمي المفضل في هذا الجانب … يصلح ربما لأن يكون دليلاً للحياة نحتفظ به

نقاط الضعف
ربما تلك الشخصيات التي ينزع عنها كاتبنا ذلك الوشاح بسهولة و سذاجة مبكراً ولا يترك مجال لاكتشافها أو مراقبة العلاقة بينها … كالعلاقة بين (أديتي) و (آفي) و ذلك الحب من طرف واحد الذي ظهر جليا من البداية … فجعل ذلك المشهد في حفل الزفاف كالطعام البائت و كاتبنا يعتقد أنه سيفاجئنا بأن (آفي) ليس العريس !!
لم يكن هناك مقدمات أو دلالات حتى نعتقد أن هذا الشخص السكير المقامر الهوائي متعدد العلاقات أنه يستطيع أن يرتبط اصلا … و ليس أن تتحول الصداقة إلى حب … ناهيك عن تلك المبادرات و الاهتمام من (اديتي) الذي لم يعبأ به (آفي) إطلاقا و لم يغيره … هو كان يعتبرها بمثابة صديقه (باني) والرسالة وحدها كانت اجمل … إننا لا نستطيع أن نجبر الجميع على حبنا بالطريقة التى نريد … و ليس شرطاً أن تجد صدى لحبك من كل من تحب .
لذا اخفاء (آفي) وإظهاره في تلك اللحظة كان ساذجا

ربما المدة التي لم يتواصل فيها (باني) و (آفي)
كانت مبالغ فيها للغاية … نتحدث عن 8 سنوات هنا
نعم هناك مشهد يبرر عدم لحاقه جنازة والده لانقطاع الاتصالات … و لكن ماذا بعدها … لم يبعث رسائل لاصدقاءه تشرح موقفه … ربما أيضا أضاف لذلك أن الفترة التي تدور فيها القصة حتى قبل بداية الرحلة كان قد بدأ عصر الجوال و الانترنت و سهولة التواصل و الاتصال
(نينا) تفتح صندوق الذكريات ف أواخر عام 2012 أي أن الرحلة نفسها قبل سفر (باني) ف العام 2004 مثلا

ربما الحوار الزائد و ايقاع الحوار السريع في احد المشاهد مابين (نينا) و (باني) يبدو كأنه مرتبا أو محفوظا ليلقى بتلك السرعة … رغم مبرر تلك السرعة الواضح و كأن كل واحد منهما يحاول حسم معركة السعادة لصالحه … نعم واضح لكنه كان إيقاعه سريعاً أكثر من المطلوب

#الصورة_والاخراج

يبرز جمالهما في مناطق الاختلاف مابين (نينا) و (باني) و استخدام الطبيعة والمساحة و الديكور و الألوان و الأزياء
ف الرحلة …و رحلة (باني) المنفردة تناسق تام في كل تلك العناصر … ومزجها مع الحالة … مع مونتاج دقيق لشريط الصوت
و ردات فعل (نينا)و هي تحاول أن تتأقلم او تتغير و سعادتها حينما تفعل ما تحب
و مراقبة الابطال بشكل عام نموذجيا للغاية مع حركة كاميرا واعية … و لم يكن عبئا بصراحة لبراعة الاداء

#الاداء

  • الاداء ممتاز من الجميع

في رأيي الشخصي افضل ما قدمت (ديبيكا) في مشوارها إلى الآن

و من أفضل ما قدم (رانبير) … و ليس غريباً عليه … هذا الفتى كتلة من الإحساس و الانطلاق و خفة الظل … رائع بالفعل

#الموسيقى_والاغاني

أكثر من رائعة … معبرة … ستشعر معها بجمال الحياة
مع تصميم رقصات مميز للغاية

#الخلاصة

شاهدت الفيلم في أوائل العام 2014
و أدليت برأيي وقتها لكن لم أشعر أنه كان يتناسب مع جمال الفيلم … ولا أعرف إن كان هذا ايضا سيناسب قيمته
و لكن ما أردت قوله … أني أحب هذا العمل للغاية
خياله دائما يلوح في آفاق عقلي … و يأسر قطعة من قلبي
شاهدته ربما 5 مرات

هذا فيلم عن الحياة و التوازن
يطرح أسئلة و يبعث برسائل تحتاج آلاف الكتب لحصرها

منها انك لن تستطيع أن تقتنص كل شيء
الحب اللامشروط … أن تهتم فقط … لا أن تغير او تتغير
لا أن تتخلى عن حلمك … ولا تهمل من يحبوك

افلام كثيرة دارت في هذا الفلك
منها ساذج أو ممل أو عظيم
افلام كثيرة نعم سبقت و تحدثت عن الحياة و العلاقات والطموح

أفلام كثيرة عزفت على اوتار الحب والصداقة والسعادة و الطموح

ما الذي يجعل فيلمنا مميزا ؟؟
بجانب ما تم تفصيله مسبقاً
فيلمنا يعزف على كل تلك الاوتار و يتناغم
افلام كثيرة تلقي حجراً على مائة عصفور
لكن فيلمنا … يلقي … و يصيب

تذوب فيه و يذوب فيك في كل مرة
ستود أن تعود له كل فترة … انا أضمن لك ذلك
ان لم يكن مشاهدةً سيكون تأملا
بمجرد أن تكمله … ستفكر … و تنظر حولك
و ستعيد نظرتك لعلاقاتك و حياتك بشكل عام

هو كفيلسوف … عذب الصوت … يعزف على قيثارته … بريشة فنان تملؤها الألوان … وسط لوحاته الساحرة … و يغني اغنية تداعب عقلك من حكمته المعهودة

فيلم يساعدك أن توازن حياتك
و الأهم من ذلك لم ينس َ أنه ف المقام الأول “فيلم”

8/10