[ من صفحة محمد حسين… الفرصة بعد الأخيرة ]
كالعادة تمنى متابعو أفلام محمد سعد أن يخرج فيلمه الجديد عن ثوب محمد سعد المهترئ، لكن للأسف يخذل سعد جمهوره مرة أخرى…
فالفيلم بداية من تتر الأسماء لا يوحي بالجديد… لا تشعر بأنك في ٢٠٢٠…
ثم تبدأ أحداث الفيلم الذي يحكي قصة مكررة أكل عليها الدهر و شرب… عن محمد حسين الشهير بحمادة (الشاب) المكافح سائق التاكسي الذي توقعه صدفة مبالغ فيها للتعرف على شريف كمال الفنان المصري الشهير الذي عاش حياته في فرنسا ليقرر أن يعود لبلده مصر ليعيش ما تبقى من العمر فيها…
كالمتوقع تتكون صداقة بين الفنان الشهير و سائق التاكسي و بالطبع تتولد قصة حب بين إيمان (مساعدة مدير الفندق المقيم فيه الفنان) و سائق التاكسي محمد حسين التي تعجب بشجاعته و جدعنته و طيبته و صراحته و… و…
نرى المؤلف في أولى تجاربه يتخبط بين أكثر من حبكة قديمة… مثل عودة الفنان لبلده و الحنين لمصر و صدمته بالوضع الذي وصلت له حال البلد…
أو قصة الحب غير المتكافئة بين محمد حسين و إيمان…
أو صراع إيمان مع طليقها أو طمع إبنة زوجة الفنان في ثروته…
أو الحبكة الأساسية أو الطامة الكبرى و هي رسم الفنان لوحته الأخيرة على ظهر محمد حسين بطريقة الوشم و بالتالي تبدأ المساومات معه على إجراء عملية لنزع جلد ظهره و بيع اللوحة!!
أما عن مشاهد الفيلم فلا تنبئ بجديد و مع أول مشهد لمحمد سعد تشاهد وصلة من التنمر على ركاب التاكسي من الشاب القزم للمرأة السمينة و الشاب شديد النحول…
ثم يتولد لديك الشعور بأن كل مشهد هو عبارة عن مشهد مكرر من فيلم قديم أو من أحد أفلام محمد سعد نفسه… مثل مشهد الخناقة مع الشاب المتحرش بإيمان… أو مشهد القبض عليه و سؤاله للعساكر (إنتوا بتوع إيه؟) في إقتباس واضح لمشهد القبض على شخصية عوكل في تركيا…
أما عن الأسماء المشاركة في الفيلم فالملاحظ وجود أكثر من إسم سبق و أن شارك سعد أفلامه مثل حسن عبد الفتاح و هو ما ساهم أيضا في الشعور بأن الفيلم قديم…
أما عن الأسماء الأخرى التي تشارك سعد لأول مرة فكان ظهور سمير صبري بأداء مقبول و مي سليم و فريال يوسف بأداء باهت يناسب موهبتهما التي لا تتناسب مع حجم أدوارهما…
حتى الممثلين الذين حققوا نجاح كبير بالمشاركة في أعمال كوميدية في السنوات الأخيرة بيومي فؤاد و محمد ثروت و ويزو فكانت أدوارهم باهتة و منقوصة و كأن سعد يمارس هوايته في تهميش دور من يشاركه بطولة أفلامه…
أما عن محمد سعد نفسه فالكلام عنه يطول…
فالممثل صاحب الموهبة التمثيلية الهائلة لم يسعى حتى الآن لوضع موهبته في القالب المناسب لحجمها… و هو ما تعودنا منه عليه…
أما الجديد هنا فهو عامل السن ف محمد سعد يبدو و كأن عمره قفز للأمام ١٠ سنوات أو بالأصح ظهرت عليه علامات التقدم في السن بشكل كبير فطالت ملامح وجهه و صوته… بل تخطت ذلك للياقة إلقاء الإفيه…
ف كما يفقد لاعب الكرة لياقته… يفقد الممثل لياقته و خصوصا لو كان يلعب أدواراً كوميدية…
أعتقد أن محمد حسين كانت الفرصة بعد الأخيرة المتاحة لسعد لأنه كان قد استنفذ رصيده من الفرص منذ عدة سنوات… و أصبح أمام مفترق طرق إجباري…
إما أن يلجأ لمؤلف و مخرج محترمين يحصل من خلالهما على أدوار تناسب سنه و موهبته حتى و لو بعيدا عن