elCinema.com

يسرا ... الوردة التي لا تذبل

[ من صفحة يسرا ]
في عام 1976 لم يكن أحد يتوقع للفنانة الجديدة آنذاك … يسرا أن تقتحم عالم السينما بمثل هذه القوة و خصوصاً أنها واجهت نجمات كبيرات في مثل هذا الوقت ، و في فترة قصيرة استطاعت أن تنافس كل من سبقوها بسنوات فهي لم تقم بأدوار مساعدة بل بدأت كبطلة مطلقة من أول عمل و كانت المفاجاءة أيضاً أن يسرا بقوامها النحيل و ملامحها الرقيقة استطاعت أن تقدم أدوار شديدة التنوع فهي لم تكن أبداً إنعكاساً لمظهرها الخارجي الذي كان من الممكن أن يحصرها في أدوار الفتاة البريئة .
ففي عامها الثاني في الفن تقوم ببطولة فيلماً لبنانياً و هو فيلم ( شيطان الجزيرة ) و تقدم فيه دوراً يمزج بين الشقاوة و الإغراء و في عام 1983 تقدم واحداً من أشهر أدوارها و هو فيلم ( درب الهوى ) و هي هنا فتاة ليل لكنها لم تكن كمن سبقوها في مثل هذا الدور و الذي غالباً ما تؤديه الممثلات بشيء من المبالغة و أحياناً الابتذال لكن يسرا هنا كانت بسيطة جداً في أداءها مما جعله من أصدق و أعمق أدوارها في تاريخها الفني .
و إذا تأملنا يسرا بقليل من الدقة ستجد أن أداءها على مدى مشوارها الفني الزاخر لم يتطور كثيراً فهي وُلدت ناضجة في الحقل السينمائي و استطاعت منذ بدايتها أن تؤدي جميع الأدوار و كأنها نجمة منذ سنوات بعيدة وأكبر دليل على ذلك أنها و تحديداً في عام 1978 تقدم دوراً عميقاً جداً وهو دورها في فيلم
( ابتسامة واحدة تكفي ) فهي هنا كانت تؤدي شخصية فتاة ناضجة تعيش قصتين حب متوازيتين و هذا الدور كان يحتاج إلى ممثلة لا يقل عمرها الحقيقي عن ثلاثين عام و لها خبرة طويلة في الفن و لكن يسرا تُذهل الجميع و خصوصاً النقاد الذين أجمعوا على موهبتها الفنية و مما سمعت أن أحد نقاد السينما وقت عرض هذا الفيلم قام بنشر اعتذار رسمي ليسرا في أحد الصحف لأنه اتهمها قبل ذلك بأنها غير موهوبة .
و بتأمل أعمق نجد أن النجمة يسرا استطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة فهي كانت نجمة جماهيرية جداً تنافس على شباك التذاكر و كونت ثنائياً فنياً مع النجم عادل إمام و مع المخرجة إيناس الدغيدي و في نفس الوقت قدمت و بجرأة شديدة أعمال فنية تستهدف في الغالب الفن فقط مثل أدوارها مع المخرج الراحل يوسف شاهين و في كثير من الأفلام التي تعتبر بمثابة سينما تجريبية مثل دوريها في فيلمي ( مرسيدس ) و ( سيدة القاهرة ) .
هذه هي يسرا … وردة جميلة متعددة الألوان و الروائح فهي أحياناً ناضجة و أحياناً شقية و أحياناً أنثى جميلة و هي على عكس الزهور لم تذبل سريعاً بل تجددت و أصبحت في كل يوم أكثر جمالاً.