elCinema.com

ماندو العدل ينتصر للخير في مسلسل عملة نادرة

365

ترواحت حلقات مسلسل عملة نادرة بين بين الأمل والخيبة، خصوصا و أن القتل كان أسهل الطرق للتخلص من المنافسين والأعداء.

وقد عُدّت الأحداث مشوّقة، فهي تدفع المشاهدين لمتابعة المسلسل لحظة بلحظة.

شخصية “نادرة” محرّك للأحداث

تمثل شخصية نادرة المحرك الرئيسي للمسلسل، وقد افتكّت حيّزا خاصا بها، رغم تداحر باقي الشخصيات معها في محاولة أغلبهم لانتزاع وجودها.

وتبرز نادرة في الحلقات الأخيرة، كشخصية منهزمة ومطيعة، حيث عادت افي الحلقة الاخيرة، الى منزل الكبير طالبة رضاه، معلنة عن رغبتها في التنازل على الارض، او هذا ما يبدو على الأقل.

ثمّ تفاجؤنا في المشاهد الموالية بأنها تنفّذ سياسة “تَمَسْكَن حتى تتمكّن”، غير انها تفشل عندما تتجسس عليها سكينة وتخبر زوجها بحقيقتها، ثم يتفقان على قتلها.

تتدخل “سميرة” لحماية نادرة، وتنقل لها الحوار الذي سمعته بين الكبير وزوجته.

نكتشف من خلال هذه الاحداث، تأثير وجود نادرة على بقية الشخصيات فهي المحرك الرئيسي لمخططاتهم.

نُزعتا الخير والشرّ عمادٌ رئيسي للمسلسل

من السهل ان يلاحظ المتفرّج أن شخصيات المسلسل تتوزع الى شقين : شقّ الشّر وشق الخير.

وتقود نادرة الشخصيات الخيّرة، بينما يقود “الكبيرُ/عبدُ الجبار” كُتلةَ الشرّ في المسلسل.

ومن المثير أن شخصية “الكبير” لا تتّعض، فقد خسر ابناءه الواحد تلوح الآخر، إذ اختفى ابنه “علاء” بحثا عن نادرة، بينما تشرّد مسعود وأصابه الجنون ليموت في الحلقة الاخيرة وهي مستلقٍ أمام قبر أخيه بلال.

أما أنس فقد سَحلها والدها، في الحلقة التساعة والعشرين، على السّلم و قام بسجنها بعد أن اكتشف انها تساعدُ أهل النجع.
35798-----29----------(1)
لقد فاضت شخصية الكبير بالشّر حتى انها فقدت البوصلة، رغم محاولتها “مسح ذنوبها” بالتضرّع لله من حين إلى اخر، بينما تمسّكت “نادرة” بالوقوف في صفّ الحق، إلى حين وصولها الى بصيص النّور.

الخير ينتصر في مسلسل عملة نادرة

حاولت نادرة عديد المرّات أن تقضّ مضجع الكبير، بعدة طرق حتى يستسلم و يُرجِع لها ابنها.

ففي الحلقة السابعة والعشرون، بعثت مشروعا مع اهل النجع يتمثل في محل للمحاصيل الزراعية، ولكن عبد الجبار تسبب في اتلافه.

كما تُحبط في نفس الحلقة مخططه حول تهريب الآثار لتي يُزعَمُ أنها توجد أسفل بيت دميانا، إضافة إلى إفساد علاقته بمموّله “باشا مصر”.

أما الحلقة الأخيرة فقد كانت بمثابة الانتصار للخير ، اذ انكشفت الحقيقة رغم بطئها، لتثأر نادرة لنفسها بنفسها بقتل “الكبير”.

“عايز تشوف الخوف في عيني؟ دا بعدك”، تقول له نادرة، ثم تطلق النّار عليه، لتتركه يتخبط في دماءه.
2112675fa4

في هذا المشهد، تسقط عَمامة الكبير ويحملها الريح بعيدا : إنها عمامة الذكورية التي لطالما خنقت النساء!
432767_0
تعود نادرة ادراجها الى “النجع” رافعة يدها الملطخة بالدماء، معترفة بما أقدمت عليه وهي تصرخ بصوت مرتعش “الخوف يجيب الخوف، والذّل يجيب الذّل” .

ثم ظهرت معالم الفرح على وجوه أهل “النجع” الذين تكفّلوا بحمايتها، وتنطلق الزغاريد هنا وهناك احتفالا بتخلصيهم من بطش الكبير.

ومن المشاهد الصادمة التي ظهرت على المسلسل، وجه “أنس” وهي تنظر الى نادرة وتستمع الى اعتراف نادرة، حيث لاحت ملامحها بين صدمة وفرح وحزن في آنٍ : مشهدٌ يؤكد لنا قدرة النجمة على اتقان دورها.

عودةٌ على رمزية الألوان

كنّا قد نوّهنا سابقا إلى أن المخرج قد تلاعب بالألوان في مسلسل عملة نادرة، إذ نلاحظ أن المشاهد التي تأتي من الماضي أكثر إشعاعا من الحاضر الدّمويّ.

ويؤكّد لنا المخرج سواد الحاضر الذي تواجدت فيه شخصية الكبير ، عندما تنتقمُ نادرة منه في الحلقة الأخيرة، و يتلوّن النجع بألوان زاهية تعبيرا عن الفرح.

تختتم الحلقة بصورة نادرة وهي تقفُ مع مجموعة من النساء، يرتدين ملابس مشرقة الألوان، و تزيّن وجوههن المساحيق التي غابت طيلة الحلقة السابقة، وهن يبتسمن الى الكاميرا.
510
وتلوح لنا لافتة مكتوب عليها “أرض يوسف بلال” تشير الى سهل ممتدّ تكسوه سنابل خضراء.

بقوّة آداء الممثلين، والموسيقى التصويرية المدهشة، اضافة الى عظمة الاخراج، تمكن ماندو العدل من تقديم مسلسل درامي صعيدي فخم الى المشاهدين، بل وانتصر فيه لقضايا النساء، وعلى رأسها حقهنّ في الميراث.

وقد علّق الناقد “طارق الشناوي”، على مسلسل “عملة نادرة”، لراديو الأهرام بأن “المسلسل هو أهم المسلسلات في السبق الرمضاني لهذا العام”، حسب قوله.