elCinema.com

نادية التى لم تكن نادية

[ من صفحة نادية ]
إهتم يوسف السباعى بهذا كله منذ اول صفحة حتى اخر صفحة للرواية حتى انك ستقف تتسائل نفسك هل حقا كان الناس مهتمين بكل هذا القدر من الاهتمام وعلى قلب رجل واحد ومدافعين عن الوطن وانت بعد مرور 62 سنة تجد إنقساما بين صفوف المصريين يكاد يصيب كل بيت وعائلة.
فالعاشق الكتوم (صبرى /نور الشريف) لا يستطيع أن يفصح عن حبه فيتحدث مع حبيبته (نادية/سعاد حسنى) عن أهمية صفقة السلاح و مؤتمر باندونج.
لم يكن تناول الفيلم للرواية أمينا فالاماكن قد تغيرت فنادى مصر الجديدة يصبح نادى المعادى تفاصيل إشتعال النار فى البيت وفى نادية وحوارات بين الام الفرنسية ونادية ومنى والمطافى كلها مشاهد تصلح لدراما عميقة ومؤثرة ولكنها حذفت فلن تجد إلا سخان الحمام قد انفجر.
تفاصيل موت الاب ومشاعر الفراق بعد شفاء نادية والعودة للبيت غير موجودة.
مشاهد المرح والفرح والبهجة فى العيش فى فرنسا فى جنبات جبال الالب مشاهد قد تروى ظمأ القارئ فمابالك بالمشاهد غير موجودة
تفاصيل مصرية الاختين وتلهفها على سماع خطاب جمال عبدالناصر وصفح منى البنت اللعوب المرحة لوجه صاحبهما الفرنسى حين انتقد عبدالناصر
تفاصيل موت منى وسفرها مع اختها وعودتها وهى مريضة مرض الموت والذهاب للمستشفى والمكوث يومين والدماء التى تنزف من فم منى كلها تفاصيل غائبة عن المشهد السنيمائى
حديث نادية مع منى وهى تختضر كلمات تجعل الجميع يبكى حين تقرأها فكيف تغيب عن الفيلم ويعوض عنها بمشهد باهت تموت فيه منى وهى بالمايوة الاحمر بعدما تنتهى من السباحة
نقطة الوعى لدى نادية وإستعادة قوتها لاخر مرة وكتابة خطاب لمدحت / أحمد مظهر تعترف فيها انها نادية وليست منى وانها على قيد الحياة وانها تعترف له وهى عازمة على الانتحار وعودة مدحت مرة اخرى لفرنسا مع صعوبة السفر فالعدوان الثلاثى على مصر قد بدأ ومساعدة جمال /رشوان توفيق له فى الهروب الى فرنسا بالقارب وعودتهما الى القاهرة ومعرفة صبرى/نورالشريف بخطبة مدحت /احمد مظهر لحبيته نادية/سعاد حسنى وترك خطاب لها تقرأه لو استشهد فى المعركة
واستشهاد صبرى وقراءة الخطاب الذى يعترف فيه بحبه لها وانه يستطيع الان لكونه استطاع ان يضحى من اجل محبوبته الاولى بلده .
فخطاب نادية لمدحت وخطاب صبرى لنادية وجميع جوابات نادية محطات هامة ومؤثرة حذفت من الفيلم الذى جعل من الرواية لمن لم يقرأها رواية باهتة وهى رواية شديدة الجمال شديدة التفاصيل.
لا اعلم حتى الان كيف كان رد يوسف السباعى على الفيلم 1965 والذى عرض بعد الرواية ب 5 سنوات 1650 فعلى اعلم ؟؟
الرواية تحتاج الى اعادة النظر فى طرحها من جديد فى فيلم يليق بها وبكل تفاصيلها وبتلك المرحلة من الاحداث "الكبار كما وصفها يوسف السباعى.