elCinema.com

هي بيننا.. لم ترحل

سعاد حسني
كان الزعيم عادل إمام على حق عندما وصف السينما بالاختراع المدهش، فهي تُبقي الراحلين وتخلّد أسماءهم مهما طال الزمن، لاسيما تلك الأسماء التي تلألأت وتميزت عن غيرها وقدمت كلاسيكيات لن تمحى من ذاكرة السينما وجمهورها.
منذ رحيل جسد السندريلا “سعاد حسني” عن هذا العالم، تعددت الأقاويل عن الطريقة الغامضة التي رحلت بها ويكاد لا ينطق لسان اسم سعاد حسني إلا وشرع في الحديث عن كيفية وفاتها… هل انتحرت أم قُتلت ؟ كيف تنتحر وهي كانت تحب الحياة ؟ إذا كانت قُتلت فمن قتلها ومن خطط لذلك ؟ وقد شاهدت مؤخرا فيلما وثائقيا عن سيرة السندريلا، واستمعت فيه إلى نسخة الإعلامي مفيد فوزي الذي قال إنها لم تُقتل ولم تنتحر بل ماتت متأثرة بكمية الأدوية المضادة للاكتئاب التي تناولتها خلال فترة إقامتها بلندن.
هم يتساءلون عن كيفية رحيل سعاد حسني، وسؤالي: متى رحلت ؟ كيف تسمون وفاتها رحيلا وهي حاضرة إلى يومنا هذا على شاشاتنا الصغيرة وحتى على شاشات السينما، فلازالت المهرجانات تذكرها، كيف لا ورصيدها السينمائي جزء لا يتجزأ من تاريخ السينما العربية والمصرية… لم أكن أبلغ من العمر ساعة وفاتها سوى أربع سنوات ولم يكن مصطلح “السينما” في قاموسي بعد، فلم أواكب أيا من أعمالها لكن الدورة السابعة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية منحتني شرف مشاهدة فيلمها “الاختيار” في إحدى قاعات العاصمة التونسية… نعم لم ترحل، فحتى صوتها، رغم عدم احترافها الغناء، طالما تسلل إلى قلوبنا مصاحبا تلك الصورة الرقيقة التي استقر عليها لاوعيُنا، بفضل أنوثتها في “يا واد يا تقيل”، وشقاوتها وهي تغني “أنا لسة صغيّرة”، وصدق إحساسها وهي تقول “بانوا بانوا على أصلكو بانوا”…
تمتعوا بأعمالها الخالدة التي لن تتكرر، سعاد حسني حالة متفردة لم ولن تأتي مثيلة لها لأن موهبتها ماركة مسجلة باسمها… هي بيننا بأعمالها ولم ترحل.

حقيقة … أنا لا يمكن أن أتخيل السينما المصرية بدون سعاد حسنى والتى هى فى رأيى المتواضع ليست مجرد فنانة وإنما هى ظاهرة إنسانية تعبر عن الحياة بكل ما فيها من أفراح وأحزان … وكانت نموذجا لفتاة أحلام كل شاب … رحمها الله بقدر ما أسعدت الملايين … وأتفق معك يا عزيزى فى أنها لم ترحل و لا تزال باقية بأعمالها التى لا نمل من مشاهدتها واسترجاع ذكرياتنا الجميلة معها .