elCinema.com

الشارع إلي ورانا : بين السيكودراما و الملهاة الإلاهية

مع إستفحال الجهل في زمن العلم ,عم الركود الفكري وإستوطننا الجمود المعرفي ,فإنعدمت ثقافة البحث وإعمال العقل لتنحصر المعرفة إن وجدت على ثقافة واحدة لا غير : القوالب الجاهزة.
نعاني نحن اليوم إنحدارا ثقافيا جعل منا نحبذ الجاهز و السهل و لا نبحث عن التعقيدات علنا نجد متعة في فك شفراتها.
“مسلسل معقد” هكذا إنتقدت شريحة كبيرة مسلسل “الشارع إلي ورانا” للمخرج مجدي الهواري الذي يبث حاليا على قناة “دي م سي” .
فعبر الكثيرون عن عدم فهمهم لقصة المسلسل وإستنكر البعض تناول مسألة الحياة مابعد الموت, فتتعدد الأراء و السبب واحد : إنعدام الرغبة في التفكير وتفضيل النمطية ورفض المختلف.
تمكن مسلسل" الشارع إلى ورانا" من تجاوز الصورة النمطية للدراما بقصة متفردة وكسر لخطية الزمن وتقنيات إخراج عالية وسرد غير نمطي , ليخرج بذلك من الصورة المألوفة للدراما و التناول الخطي للأحداث. فيسود المسلسل جو من الغموض و التشويق تضع المتفرج دائما موضع حيرة وتساؤل.
download
فيخاطب المسلسل بدرجة أولى عقل المتفرج ليستفزه بأحداث متداخلة وأزمنة مختلفة ليدعوه للتفكير في الخيط الرابط بينها و الغوص في بواطنها و التساؤل عن علاقتها ببعضها العض, لينتقل المتفرج من التساؤل عن “ما الذي سيحدث ؟” وهذا ما نجده في الأعمال الدرامية المألوفة ليتساءل عن"ما الذي يحدث؟"

  • “درة” نقطة ضعف العمل
    شخصية نادية الفتاة التي لم تتقبل فكرة موت والدها لتعلقها الشديد به فتصاب بمرض نفسي لتجد نفسها في منزل غريب مع شخصيات أغرب.
    عناصر مجازية و تناول فريد من نوعه يحملنا إلى عالم الملهاة الإلاهية ويذكرنا برحلة إبن القارح الممتعة في العالم الأخر , إبن القارح البطل المجازي لأبي العلاء المعري الذي جعلنا نلمس عالم الكوميديا الإلاهية ودرة بطلة مجدي الهواري التي مازلت وستبقى صغيرة على الأدوار المركية.