elCinema.com

بيت نائب الملك Viceroy's House

[ من صفحة فيلم : Viceroy’s House ]
بيت نائب الملك Viceroy’s House
هذا الفيلم الملحمي ينتمي ، من حيث الإخراج ، الى مدرسة المخرجَين العبقريين الراحلين : الإنجليزي " ديفيد لين " مخرج فيلم ( لورنس العرب ) ، عام 1962 ، و فيلم ( دكتور زيفاغو ) المأخوذ عن رواية بذات الإسم للكاتب الروسي " بوريس باسترناك " و فيلم ( ممر الى الهند ) المأخوذ عن رواية بذات الإسم أيضاً للكاتب الإنجليزي " ادوارد فورستر " ، و المخرج الأمريكي " ريتشارد أتنبرا " مخرج فيلم ( غاندي ) المأخوذ عن مذكرات الزعيم الهندي التي بعنوان ( قصة تجاربي مع الحقيقة ) ، فكل هذه الأفلام تتناول مواضيعها الحساسة ( سياسياً ) بعين واسعة و من زاوية انسانية ، بعيداً عن تأثير السياسة على حيادية المخرجَين .
فيلم ( بيت نائب الملك ) ، من انتاج عام ( 2017 ) و من اخراج المخرجة البريطانية ذات الأصل الهندي " غوريندر تشادها " ، المولودة في ( نيروبي ) ، عاصمة ( كينيا ) ، لعائلة هاربة من جحيم تقسيم الهند الى دولتين : الهند و باكستان ، عام 1947 . و قد كتب سيناريو الفيلم زوجها المخرج و السيناريست الأمريكي " بول مايدا بيرجيس " .
ففي عام 1947 أرسلت بريطانيا ممثلاً للملك لإعلان استقلال الهند عن بريطانيا التي استعمرتها لثلاثة قرون ، ولكنه يجد نفسه في وضع صعب ازاء الصراع الطائفي العنيف بين المسلمين و الهندوس ، كان طرفَه الأساس الزعيم المسلم " محمد علي جناح " المُصرّ على تقسيم الهند و اقتطاع ( باكستان ) كدولة للمسلمين ، دون الهندوس و السيخ ، في مواجهة زعماء مثل " غاندي " و " نهرو " اللذين كانا يجدان أن خصمهما عنيدٌ و مُصرٌ ــ من خلال العنف و التطرف ــ على تقسيم الهند ، و هو ما كان ممثل الملك يسعى الى الوقوف ضده ، ولكنه يجد نفسه ، في النهاية ، إنه لم يكن غير واجهة لخديعة وضعها رئيس الوزراء البريطاني " تشرتشل " الذي كان قد رسم خطة التقسيم منذ عام 1945 و رسم خارطة باكستان ، و عاصمتها ( كراتشي ) ، في مواجهة طموحات ( ستالين ) ، حليفه في العلن و غريمه في الخفاء .
و نحن لو تتبعنا خيوط الإرهاب الذي ابتلت به شعوب العالم اليوم ، سنجد أنه نشأ مع نشوء دولة باكستان على يد الزعيم الإسلامي " محمدعلي جناح " مؤسس هذه الدولة التي فرّخت ، و ما زالت تفرّخُ ، الإرهابيين و المتطرفين الإسلاميين ، فكل حركات الإرهاب و التطرف التي ظهرت و سمّمت العالم إنما كانت حاضنتها باكستان ، و في مقدمتها ( القاعدة ) .
فيلمٌ فخم الإنتاج و راقٍ ، يستحق المشاهدة بأناة . إنه يؤكد حقيقة أن بريطانيا لم تغادر مستَعمرة من مستعمراتها إلا و تركت خلفها مشاكل مقصودة … تعاني منها عدة أجيال لاحقة ، و الدليل هو ولاية ( كشمير ) التي تركتها بريطانيا سائبة الحكم بين الهند و باكستان منذ عام 1947 ، و قد شهدت حتى الآن ثلاثة حروب بين البلدين .
فكلا البلدين يجد أحقيته في أن تكون هذه الولاية جزءاً من أرضه و تحت حكمه ، و كان هذا النزاع ــ الذي لا يدري أحد الى أي زمن سيمتد ــ سبباً في السباق النووي بين البلدين ، ما يعني جسامة الحقد تولّد الذي بين أبناء شعب واحد ، على يد الإنجليز الذين اعتمدوا شعارهم الشهير الذي وضعوه و طبقوه على أي بلد استعمروه : ( فرّق تسِد ) .